تابعنا على الفيس بوك

في كنكوصه ....... المستهلك يستغيث!!!!


مكان  نحر الأبقار بكنكوصه
قد يتصور المرء للوهلة الأولى أن هذه الصورة تعود لمكب قمامة معتمد من طرف الجهات الرسمية يراد منه إبعاد الخطر والمرض عن البشر لكنه قد يتفاجأ حين يعرف الحقيقة المرة من بين ثنايا هذا التحقيق .  
 
المواد المصادرة خلال الحملة الأولى
فقبل شهرين أو ثلاثة أشرفت رئيسة المصلحة الجهوية لحماية المستهلك ومحاربة الغلاء ومجابهة التزوير  في ولاية لعصابة بالتعاون مع السلطات الإدارية  بكنكوصه على حملة لمصادرة المواد الغذائية منتهية الصلاحية والمزورة وقد مكنت تلك الحملة حينها من مصادرة وإتلاف كمية كبيرة من المواد الغذائية الفاسدة ناهزت قيمتها الإجمالية مليون أوقية, وقبل أقل من شهر أشرفت السيدة ذاتها على حملة مشابهة لكنها لم تتمكن من مصادرة أكثر من قيمة 20 ألف أوقية وهو ما يفسر حسب المراقبين بالحذر الزائد الذي تبناه التجار توخيا لمصادرة موادهم المنتهية الصلاحية بعد أن فاجأتهم الحملة الأولى وهم في غفلة أو عدم تقدير.
تصريحات السيد رئيسة المصلحة أمام لجنة الإشراف على الإتلاف التي تشكلت من السلطات الإدارية والعسكرية وممثلين عن هيئات المجتمع المدني والتي أعلنت فيها قلقها مما اعتبرته تهربا واضحا من قبل التجار تجعل الأمر في غاية الخطورة من حيث تعريض حياة المواطنين  للخطر خصوصا أن المواد المصادرة في الحملة الأخيرة تستعمل عادة من قبل الأطفال والذين هم أكثر فئات المجتمع هشاشة.
المواد المصادرة خلال الحملة الثانية

يضاف إلى ذلك شهادات متواترة مفادها أن سيارات محملة بالبضائع محل الشبهة شوهدت خلال الحملة الأولى وهي تغادر المدينة إلى قرى الريف لبيعها هناك.
كل تلك الوقائع والأحداث تجعل أسئلة كثيرة ومهمة تطرح نفسها من قبيل " من يحمي المستهلك في كنكوصه؟" و هل هو محمي أم لا؟
واستجلاء لأمر كهذا وبحثا عن حقيقة يريد الجميع معرفتها, 4تجولنا في أزقة المدينة نتلمس أثرا يدل على أن قوما يهتمون بحماية المستهلك  أو يرفعون على الأقل شعارها قد مروا يوما ولو للحظة بهذه الربوع , واطلعوا ولو لبرهة على ما يحدق بالمستهلك  من مخاطر أو راودتهم ولو لمرة فكرة كهذه,  وفي المدخل الشمالي لسوق كنكوصه الكبير واجهتنا لافتة استطعنا بشق الأنفس أن نلتقط لها صورة بكاميرا رقمية وقد  كتب عليها " جمعية الشباب للبيئة وحماية المستهلك "  لا تحمل أي رقم ولم تسود بأي عنوان إلا أن القدر قادنا أخيرا إلى الأمين العام  لتلك الجمعية وكانت المفارقة أنه شاب من أكثر شباب المدينة ثقافة ومصداقية وحيوية  وحين حدثنا كانت الكلمات تخرج من فمه ملونة بالحسرة على واقع لم يكن يحلم هو و لا زملاءه أن يؤول إلى ما آل إليه إلا أن عدم الحياد و انتشار الرشوة ونفوذ أهل السطوة حرم منظمته العتيدة صاحبة اليد الضيقة من أن تعتمد من طرف وزارة التجارة لتحصل على مخصصات تساعدها على القيام بمهمتها رغم ما يعترف به من تعاون الإدارة الواضح كلما دعت الضرورة وهو ما يتجسد حسب الداه ولد الشيخ في التعاطي مع حالات الغلاء التي يبلغ عنها وكذلك استدعاء الجمعية خصوصا أوان حملات المصادرة والإتلاف , سيدة أخرى معروفة بحركيتها ونشاطها وحبها للنضال وعشقها للدفاع عن المستضعفين أخذت مع رفقاءها مهمة حماية المستهلك ( الشاقة) فأنشئت جمعية حماية المستهلك بكنكوصه إلا أن عوائق كثيرة وأشواكا جمة تقف حجر عثرة أمام تحقيق أهدافها ومن أهم تلك العوائق كما تقول فاطمة بنت احمد سالم ولد ابلال غياب التكوين فكثيرا ما نلقى تعاطيا من طرف التجار خلال حملة شهرية لمراقبة الأسعار والكشف عن المواد منتهية الصلاحية لكن المشكل الحقيقي يكمن في عدم قدرتهم على تمييز الصالح من المزور خصوصا إذا تعلق الأمر بالأدوية وهنا نستجدي الإدارة كما تقول فاطمة للقيام بما تعهدت به من لقاءات مستمرة وكذلك إعطاء الجمعية مزيدا من الصلاحيات و ووضعها في ظوف تمكنها من القيام بعملها على أحسن وجه .
أما عن السؤال الثاني فليس من رأى كمن سمع فنظرة واحدة خاطفة على مسلخة كنكوصه وصورة واحدة تعلق بالذهن حينها من أكوام القمامة ومخلفات السلخ و دماء النحر ورائحة كل ذلك تعطي إجابة واضحة وسريعة مفادها أن المواطن المسكين في كنكوصه يعيش تحت رحمة من لا يبالون النظافة بالا و لا يولون صحته أي تقدير ولا إنسانيته أي احترام, فحين يهجر الجزار بلاط المسلخة متخذا من الأرض وطاء لدابته ويجري ذلك بحضور وشهادة الطبيب البيطري وإقراره إذ يقف بنفسه على هذه الحالة ثم لا يمنعه ذلك من رسم تأشيرته على فخذ الدابة إيذانا وإشعارا بإمكانية بيعها للمستهلك المتخلف الأمي الفقير الضعيف .............  مع أن اللحوم الحمراء هي مصدر قوت أهل هذه المنطقة الرعوية, هذا زيادة على سعر مضطرب ومتحول إلا في اتجاه مصلحة المواطن وحدود إمكانياته.
صورة أخرى من مكان النحر

لكن عزاءه يبقى أن سلعة اللحم ليست وحدها مكمن الخطر وليس أهلها وحدهم من يديرون ظهورهم لصحة المواطن وحياته سعيا لتحصيل أكبر قدر من ربح لا نصب فيه ولا تعب, إذ يتحدث أحد الشباب للمدونة قائلا " قبل عامين اشترى زميلي خبزا لضيف عنده وبعد قسمته وجدت داخله إبرة صدئة " ويتحدث آخر قائلا وكأنه يستدرك خطأ أو يكمل فكرة " وأنا اشتريت خبزا لأبي ووجدت داخله سحلية ميتة " هذا فضلا عن باقي الحشرات الصغيرة كالبراغيث مثلا.
ويطول الحديث إن تحدث الأطفال عن معاجين وحلويات لا تطول مدتها إلا ليومين أو ثلاثة وهي ليست مخصصة و صالحة في الأصل للحفظ أكثر من مجرد ساعات ك " Bonbon  ". و Gâteaux   والألبان صغيرة الحجم إذ غالبا ما يقع الأطفال فريسة للتجار في هذه الحالة.
المستهلك هنا في ركن قصي اسمه كنكوصه يبقى يستنجد " واغوثاه " في انتظار من يصغي أو يتنبه أو يتوب ولكن  :
لقد أسمعت لو ناديت حيا                                  ولكن لا حياة لمن تنادي



 

يسمح لكم بنقل الموضوع بشرط ذكر المصدر : في كنكوصه ....... المستهلك يستغيث!!!! | وكالة أنباء لمسيلة
 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
ملفات