تابعنا على الفيس بوك

سيدي الرئيس........... لو جئتنا برا؟






كنكوصه ببعضها الظمآن ونصفها المظلم وجلِّها الأمي وكلها الفقير تحاول اليوم إخراج  ابتسامة متكلفة لإظهار فرحة مزورة على وجهها الشاحب   رغم كل محاولات التجميل المتأخرة التي يقوم بها من تفننوا عادة في تشويه الوجه البريء  للمدينة الجميلة بالتخلي عن مسؤولياتهم والتراجع عن التزاماتهم وتعهداتهم سواء في مجال النظافة أو غيرها من مجالات الحياة.

كنكوصه سيدي رئيس الفقراء ـ كما تحلو لكم التسمية ـ تستقبل محياكم لأن شعب " الفقراء" فيها يأبى إلا أن يكون كريما ومضيافا لكنها أيضا تحمل رسائل ترجو أن تسمعوها وتفهموها.
سيدي الرئيس هل عملت أنك لو جئتنا برا لرأيت بأم عينك جزءا مما يعانيه شعب الفقراء!,  ثلاثة وثمانون كيلو متر ونيف تختزل في عمق الصحراء لونا من ألوان معاناة الفقراء,  فكم من أرواح أزهقت وكم من مصالح تعطلت لأن الطريق غير سالك.
لو جئتنا برا سيادة الرئيس لتذكرت بكل مرارة وأسى قصة شهيد الثورة الشاب المرحوم شيخنا ولد الطالب النافع الذي استقرت رصاصة القمع في رأسه حين صاح يوما مع زملاءه من أبناء " شعب الفقراء" نريد مقاعد دراسية فقدم فداء ذلك روحه الفتية الطاهرة حيث أصابه نزيف داخلي في الرأس بسبب الرصاصة الملعون صاحبها  وعند محاولة إنقاذه تطلب الأمر نقله لأقرب نقطة يوجد فيها بنك للدم لكنه ارتقى شهيدا قبل أن يصل إلى هناك في كيفه,  ولتذكرت كذلك كل الحالات المماثلة ومنها على سبيل المثال فتاتان قبل شهرين كانت تحلم كل واحدة منهما ومعها ذويها أن تعيش في بيت هادئ مع أبناءها وزوجها لكن الأولى أصيبت بفقر الدم بعد الولادة  والثانية بنزيف داخلي عند الولادة وحين استدعى الأمر في كل الحالتين نقل المريض إلى كيفه كان المصير أيضا واحدا وتوفيتا قبل أن تصلا إلى كيفه هل تعلم أن كل  ذلك كان بسبب وعورة الطريق؟ 
لو جئتنا برا يا سيادة الرئيس لرأيت كيف يعاني الموظف الفقير الذي لا يتقاضى أكثر من 30000 أوقية ومع ذلك يصرف حوالي 30% منها لتكاليف النقل إلى كيفه حيث يمكنه أن يسحب راتبه من أحد فروع البنوك ذلك أيضا بسبب وعودرة الطريق!
قمامة تملأ أحد أكبر شوارع المدينة حتى اليوم 18/07/2011 الساعة 11 زوالا
سيدي الرئيس لو تجولت هنا ظهرا لعلمت أن القوم يكذبون, فحين يظهرون هناك بثوب الغني ويدعون تمثيلنا فإنما يمثلون أنفسهم وأنت تعرفهم هناك في البرلمان وفي كل مهرجانات الحزب الحاكم في جميع مقاطعات انواكشوط ولا تربطهم بنا سوى وشيجة الطمع والتحايل فديارهم الخالية هذه التي ترى بنوها من جيوبنا الفارغة وعلى حسابنا المثقل بتكاليف المعيشة الباهظة دون أن يقدموا أي مستوى من التعاطي مع هموم " شعب الفقراء".
 لو تجولت هنا ظهرا لرأيت أكوام القمامة تملأ شوارع المدينة رغم رصد مبلغ 700 أوقية للنظافة قبل مجيئك بيومين لكنها هذه المرة أيضا لم تسري كما كان مبرمجا فبقيت بعض الشوارع الكبيرة والمكبات المعروفة لم تطلها أيدي المنظفين لأنها فقط لا تقع في مرمى بصركم.
 لو تجولت هنا ظهرا لرأيت مظاهر الفقر والبؤس التي يرزح تحتها " شعب الفقراء" رأيت كيف يبيعون ضمائرهم ليعيشوا لأنهم ببساطة لم يجدوا فرصة شريفة للتكسب والعيش لو تجولت هنا ظهرا لرأيت بأم عينك كيف يموت الأطفال بسوء التغذية لأن أمهاتهم يقضون يومهم في طابور الألف أمام حوانيت التضامن ويرجعون بخفي حنين لأن مؤشر البيع لا يتعدى في اليوم 200 حصة يوميا.
سيارة الإسعاف وقد أخفيت خلف مبنى البلدية
 لو تجولت هنا ظهرا لرأيت كيف يعاني السكان على الضفة وكيف يعرضون كل يوم حياتهم مرة أو مرتين للخطر يركبون في زوارق متهالكة فيكون أقلهم خسارة من يسقط في الماء فيتبلل ثوبه وقد يفقد نعله أو هاتفه وفي بعض الأحيان نقوده.
سيدي الرئيس لو مكثت فينا شهرا وقدر أن أصابتك الحمى أو أبسط وعكة وذهبت إلى المركز الصحي ـ ودعنا نقول ذلك جدلا ـ  فسوف ترى الأدوية التي يستعملها "شعب الفقراء" ومستوى الخدمات التي يقدمها " أطباء الفقراء", ففي المستشفى لا يوجد مخبر بمعنى الكلمة ولا جهاز للأشعة فوق الصوتية و لا غرفة للأسنان كل ما يوجد هو ورقة جاهزة للإحالة إلى كيفه ولو نظرت خلف مبنى البلدية رأيت سيدي الرئيس سيارة الإسعاف القديمة مخفية لأنها لم تجد طريقها للإصلاح رغم أن ما بها لم يكن عطبا بالغا.
سيدي الرئيس إن قال لكم نواب الفقراء غير هذا فإن بيثنة عندها الخبر اليقين!

                                     محمد ولد زروق

 

يسمح لكم بنقل الموضوع بشرط ذكر المصدر : سيدي الرئيس........... لو جئتنا برا؟ | وكالة أنباء لمسيلة
 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
الأخبار