تابعنا على الفيس بوك

عجبا وزير الدولة تطرد الطلاب وتبكي عليهم .! / محمد عالي بن محمدو


أعجبني كثيرا  وزير الدولة للتهذيب الوطني والتعليم العالي والبحث العلمي إبان رده على السؤال الشفهي الموجه له من طرف أحد النواب في الجمعية الوطنية. أعجبني ظهوره في ثوب الوزير العادل والمخلص لوطنه والزاهد في أمور الحكم يعجبني دفاعه المستميت عن وزارته وعن الجامعة التي لا علاقة له بما جري ولازال يجري فيها من أمور أشبه ما تكون بأمور المعسكرات على حد تعبيره.
أعجبني كثيرا خطابه المطول التناسق والمنسق حيث صال فيه وجال و أشاد بدوره بالنهوض بالتعليم في هذا البلد وأن التعليم من قبله لم يكن موجودا. أعجبتني كثيرا تلك الابتسامات المتكررة التي قد تخدع الرأي العام وتوهمه بصدق ما يقول وتلاعبه بالأرقام على طريقة الجنرال. أعجبنني أسفك الواضح على طرد الطلاب الذي كدت أن تبكي تعاطفا معهم مع علمك وعلمنا وعلمهم  أنك أنت من أتم حبك مسرحية طردهم على طريقة قتل الحسين رضي الله عنه. لكن الرأي العام أصبحت خديعته شبه مستحيلة بفعل وسائل الإعلام التي أصبحت تنقل الأخبار لحظة وقوعها فالكل على علم بما تعرضت له جامعة نواكشوط من هزات عنيفة واضطرابات متكررة كادت تعصف بالصرح الجامعي بسبب ممارساتكم أنتم وتعاملكم السيئ مع الطلاب وفرضكم لمنطق القوة وعسكرتكم للجامعة والتهديد والتنكيل والإغراء وما حادثة القصر منا ببعيد فالكل يا سيادة الوزير على علم بالاتحاد الذي أنشأتم لأنفسكم داخل الجامعة وتأتي أنت لتقول لنا أن الجامعة ينبغي أن تبقى بعيدة كل البعد عن الجاذبات السياسية وأنتم من بدأتم بتسييسها واستخدامها لتصفية الحسابات السياسية مع الطلاب الذين لا يسبحون ويقدسون بحمد الجنرال , الكل على علم تام سيدي الوزير صكوك الغفران التي أعطيتم لبعض الطلاب نظرا لقبوله أن يكونوا أذرعكم الطويلة داخل الجامعة التي قلتم أنتم أنها مستقلة كامل الاستقلال والغريب أن جميع الطلاب المطرودين لا ينتمون إلا لحزبين سياسيين يعدان الأقوى داخل منسقية المعارضة الديمقراطية فهل هذا من محض الصدفة أم أن يدا خبيرة تدخلت لتفصل التهم على متهمين بالدفاع عن حقوقهم المشروعة . سيدي الوزير :لا أريد أن أننوه ببراعتكم في التلفيق وخبرتكم الفائقة في التمثيل واحتقاركم الواضح لمن استدعوكم للمسائلة بقدر ما أريد أن أوضع لمعاليكم أنكم لا تحترمون المدرس  ولا النائب لا التلميذ نفسه من خلال تعاملكم السيئ مع القضايا التعليمية بدا بإقالات مدراء الدروس على أساس ممارستهم حقهم المشروع في الإضراب مرورا بغلقكم لباب الحوار مع النقابات المضربة من التعليم الثانوي و التقليل من أهمية الإضراب الذي تجاوز نسبة 50% مما كان له الأثر السيئ على التلاميذ حتى خرجوا ضحى في مبادرة صوت التلميذ يطالبون بمن يدرسهم بعد أن أوكلتهم تدريسهم إلى مراقبين أحيانا وعمال دعم في أحيان كثيرة واستمرت هذه الكارثة حتى وصلنا إلى الامتحانات التي أوكل طرحها وتصحيحها إلى فاقدي الخبرة الأمر الذي لم ينعكس على حساب الكم بل بلغت نسبة النجاح في الباكالوريا رقما قياسيا فهل من المعقول أ، تكون نسبة النجاح مرتفعة فقط في سنة شبه بيضاء أم أنكم تعمدتم رفع نسبة النجاح لتكون رسالة للأساتذة المضربين تودون من خلالها أن توضحوا لهم أن التعليم بأيديكم ويمكنكم أن تحققوا نسب النجاح التي تريدون  وأن إضرابهم لن يؤثر على الأرقام التي تودون تحقيقها ومستقبل التلاميذ لا يعني لكم شيئا في ظل غياب الرقيبين الضمير والمجتمع. سيدي الوزير هنيئا  لك  على ما تمتاز به من دهاء سياسي ومن خبرة في التمثيل وقدرة فائقة على مقارعة الحق بالباطل وتفنيد الحقائق ولباقة في الأسلوب تجعل السامع لك ينخدع بسرعة فأنت لا تستحق أ، تكون وزير دولة واحدة بل تستحق أن تكون وزير دول متعددة.

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
المقالات