تابعنا على الفيس بوك

أهلا برمضان جنة أهل الإيمان / الشيخ محفوظ بن براهيم فال



أهلا برمضان يقولها كل مسلم صادق أبكته ذنوبه وأقلقته عيوبه، يرى في رمضان شهر الغفران والغسل من الأدران والانتصار على النفس والشيطان والعتق من النيران، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "العمرة إلى العمرة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"، "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ونادى المنادي يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".

يرى في رمضان فرصة للتبتل مع المتبتلين، ودخول جنة مناجاة رب العالمين، تنطلق فيها روحه في رحاب الإيمان، يتنسم أزهاره ورياحينه وينعم بنعيم الصالحين الأولين، فيريح قلبه المعنى بهموم الدنيا حين يمطره بربيع القرآن في رمضان وينير صدره بالقرآن نورا يغمر جوانح القلب ويملأ شغافه، فلا تسأل عن سعادة قلب يسبح في صدر مملوء بنور القرآن، ولا تسأل عن جلاء حزنه وذهاب غمه (اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب غمومنا)، (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

ما أحوج أهل ا لدنيا اليوم إلى هذه المعاني الرقراقة وإلى هذه الأرواح التواقة، حين ذاقوا مرارة العيش الضنك الذي أفقدهم حلاوة الإيمان وبرد اليقين، وطمأنينة السكينة، فعاشوا حياة القلق والشك والريب، فعمت بينهم أمراض الأعصاب وحجب القلوب وخبث النفوس، وصدق الله العظيم إذ يقول: " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى "، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عن صباح الغافل عن ربه طيلة ليلته (وإلا أصبح خبيث النفس كسلان).

مفاتيح جنة رمضان

1- التوبة النصوح فالذنوب حجاب عن معرفة الله وذكره في الدنيا وعن رؤيته وجواره الكريم في الأخرى، قال تعالى: " كلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ".

فاغسل قلبك بالتوبة النصوح وطيبه بالأوبة الصادقة، فالجنة في الدنيا والآخرة دار الطيبين، قال الله تعالى: " مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ". "الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مئاب".

2- الدعاء الصادق والحرص التام، قال النبي صلى الله عليه وسلم "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز".

وقال الله تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم".

3- الخلوة الهادفة كلما سنحت الفرصة لا سيما في الثلث الأخير من الليل، وفي بيوت الله تعالى انتظارا للصلاة بعد الصلاة.

4- الإقبال التام على ذكر الله تعالى في كل الأوقات والتقرب إليه بأنواع الطاعات، وقد قال جل ذكره فيما يرويه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم "من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة".

فلا تسأل عن عون وتسديد من عامله ربه هذه المعاملة، فما أعظم كنودنا معاشر بني آدم، وما أقبح لؤمنا مع الرب الجواد الكريم الحليم، حين ينادينا ليدنينا ونحن نبتعد عن من لا ملجأ لنا ولا منجى منه إلا إليه، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
المقالات