تابعنا على الفيس بوك

الحركة الانعتاقة بين الارتزاق والانزلاق ,,,,, د. محمد سالم بن دودو



لقد فشلت حركة إيرا منذ نشأتها إلى اليوم في تحصيل قاعدة شعبية أو سند استيراتيجي وطني لا لعدم أهمية الشعار الذي ترفعه في تحقيق طموحات شريحة عريضة من المجتمع ولا لعدم جاذبيته في خطب ود الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية، ولكن للخط المشبوه والخطاب الاستفزازي اللذين انتهجتهما منذ اللحظات الأولى وما تزال تتخبط فيهما إلى اليوم، مما أدى إلى استقالات متتالية من أطرها ورموزها ما فتئت تتجدد من حين لآخر مع تجدد مشاغباتها المتصاعدة المهددة للسلم الاجتماعي والمشككة في المرجع الديني للبلد.
لكن الشيء المبشر هو تكشف حقيقة هذه الحركة العنصرية الأنانية الحاقدة يوما بعد يوم، بدءا بتضرر عشرات الآلاف ممن تدعي حمل همهم من سلوكها في مصادر رزقهم اليومية وفي مدى انسجامهم مع سندهم الاجتماعي الذي نسج الدين والرحم والتاريخ خيوط الثقة بينهم وبينه جيلا بعد جيل.
وكلنا نذكر بحسرة وأسى ما حصل قبل عام ونصف من تسريح أكثر من ألف عاملة وحاضنة من شريحة لحراطين في يوم واحد بمدينة نواكشوط وحدها، لا استغناء عن خدمتهن ولا زهادة في معايشتهن.. وإنما تجنبا لشر مستطير تحيكه حركة متهورة مستغلة لمسالمة المجتمع وسذاجة النظام.
كما أجبر خطاب الحركة كثيرا من المواطنين المسالمين من شريحتي البظان والحراطين في القرى والمدن والأرياف على فك الارتباط المصلحي بينهم رغم قيام كل الدواعي لاستمراره وانتفاء كل الموانع منه إلا التحسب لما تبرمه تلك الحركة الحاقدة من مكائد للطرفين.

وبين جعجعة التصريحات البرمة وعجاج العنتريات الزائفة تتكشف الأجندة الماسونية القذرة لرأس الأفعى وشوكة العقرب في وقاحة عز نظيرها في التطاول على رموز الأمة جهارا نهارا من خلال التبجح بحرق باقة من أمهات المذهب في ساعة الجمعة، ومرة أخرى تتكشف معها هزالة النظام وأجهزته القضائية والأمنية والإفتائية ..

وأما بطلان الدعوى المزعومة فهو أجلى وأوضح من أن يحتاج إلى دليل، فكم من مسجد بالعاصمة نواكشوط وغيرها يؤم الناس فيه في الجمعة وفي الخمس أئمة من الحراطين منهم كامل الأهلية ومنهم من هو دون ذلك، كغيرهم من أئمة الشرائح الأخرى، ولم يسجل أي اعتراض رسمي ولا شعبي على إمامتهم، إلا ما تعلق بالأهلية العلمية، وهي مآخذ موضوعية تطال كل الأئمة غير المؤهلين من كل الشرائح.

وخلاصة القول أنما حدث لم يكن إلا تجليا للأنانية المفرطة لدكتاتور الحركة ونوبة من نوبات جنون العظمة الذي ينتابه في كل حين مرة أو مرتين، وليس الهدف من ورائه إلا إعلان بيته أول موضع تقام فيه جمعة بإمامة حرطاني، وهيهات له ذلك فقد طالت لائحة الأئمة فيهم قبل حركته، بل قبل ميلاده.


وأما نتيجة الحدث فلن تكون أبدا ما أراد لها من طمس أمهات المذهب التي تشبث بها مئات الملايين من المسلمين من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي لقرون طويلة وما تزال في عز شموخها، بل سيكون حتما هو الإجهاز على حركة إيرا ومستبدها ومحوهما من خارطة الوجود بعد أن أثبتت فشلها وتكشفت نياتها، ولن يجديها نفعا مغازلة المنصفين فلن يكون الشيخ محمد الحسن ولد الددو وحزب تواصل إلا أول المنكرين لهذا الفعل الشنيع والمتبرئين من هذا السلوك المشين.

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
الأخبار