تابعنا على الفيس بوك

مسعود والدور المثير ....... عبد الفتاح بن اعبيدنا



 



 

 

إنني لا أفهم  لماذا تراجع أداؤك  النضالي ، لقد كنت  تصم  الأذان  أيام معاوية ، أيام كنت غاضبا  من الرق ومعاناة  الأرقاء ، ولولا ذكاء من  " الخليل "  وصحبه (أحد  أجنحة التيار الناصري  العروبي ) لما تراجعت  إلى بعض رشدك ، ولولا هم لكنت  أكثر تطرفا من بيرام ، ولأحرقت البلد ، وليس بعض الكتب فحسب !!!.


أجل  كنت من قيادات الحر ، وعندما نجح معاوية  معاوية مؤقتا  في تدجينك  بأبهة  ومنافع  التعيين والتوزير ، رجعت إلى سابق معارضتك  الحادة  المباشرة ، بعد إقالتك من وزارة التنمية الريفية .

نضالك لا يخلو من صدق ومتاجرة  ببعض معاناة ا لأرقاء  السابقين ،  وبعض شعارات أخرى ،ضمن سياق الدعوة للديمقراطية  والعدالة ، وغيرها مما يحلو لك استغلاله  وركوب موجه العاتي   المضطرب .

أما المال والمنافع  فحدث  ولا حرج ، لقد أكلت من مائدة حكم معاوية ، وحين  أقالك ، غضبت وزفرت  ،وأوهمت المخاطب  الساذج ، أنك  تدعو لمصلحة الوطن ، والسواد الأعظم من الناس .


                                                                                     ثم دخلت في المرحلة الانتقالية  ضمن سياق
 التبرير   والتسويغ ،  إلى أن اصطدمت  بجدار الحارس  الانقلابي  العنيد ،  عندما انقلب  وكتيبته البرلمانية  على الرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله ، الذي أختاره العسكر بعناية ، لا تخلو  من عامل وامتياز  المصاهرة القبلية  ، الواضحة   الخلفية والغرض الضيق .
 وبعد ما اختلط الحابل بالنابل ،  دخلت حلفا مشبوها  مع عزيز المارد على  الشرعية وصناديق الاقتراع  ، موهما نفسك  وحزبك ،  وبعض مواطني هذا البلد  المسكين ، أن في الأمر  مصلحة عامة وابتغاء للاستقرار .
 واليوم تصرح أنك أخذت العون من عدو الحرية  الإعلامية المقدسة  ، المتكبر الظالم  محمد ولد بوعماتو ، وأمام  الرأي العام  تفصح  طموحك وحرصك  على المال الربوي  المشبوه المصدر ، سواء من جهة تبييض  الأموال  العمومية ،  أو الاقتراب الخطير  من دائرة ربع  المخدرات -  حسب بعض المعلومات  غير اليقينية  وغير القابلة  للنفي السهل -  فتقول بعد الغداء  في منزل على طريق أكجوجت ،  طلبت منه 20 مليون أوقية ، ميزانية  حملتنا البرلمانية  فأعطيت ،  وقد فصرت  عن عدم عقل  ، فلو طلبت أكثر من ذلك لنلته .
 مبروك الدخول في سياق   أحزاب " البشمركة " والمعذرة للأكراد العراقيين ،  فهذه الكلمة  في قاموسنا  بمعنى آخر معروف !
 والأغرب  فتواك  بجواز القتل  بقصد  استتباب الأمن .  فلو مات اليوم  فاضل ولد المختار – حفظه الله ورعاه  ووفقه في مبتغاه  السلمي المشروع -  لكنت قد شاركت في دمه  ، ومأساته  على يد عصابة القمع  " العزيزية"  المتهورة !!!. 
ثم تحرض شباب موريتانيا ، من  مختلف فئات المجتمع ، على التحرك  للنهب والحرق  في حالة إشتداد   أوار الثورة  السلمية البيضاء  المظفرة بإذن الله . قائلا "  إنهم يمثلون ثلاثة أرباع  المجتمع المنهك  ويرون كذا وكذا من النعيم ولن تفوتهم فرصة  الإفساد ".
  تهنئة على التعيين الخفي ( المكلف بمهمة) + رئيس الجمعية  الانقلابية البرلمانية .
 شكرا على التحريض  في ثوب النصيحة ، التي لا تخلو  من حقد  فئوي مكشوف.
  سبحان الله .  كلهم دعموك ، أبناء عمومة معاوية ، أبناء عمومة عزيز واعل .  مثل ما صرحت به من دعم ولد بوعماتو ، الذى لا يريده قطعا لوجه الله !
 ولو أصررت على إقالة ول اطمان  في أنواذيبو ، إبن عم ول بوعماتو  وصديقه  الوفي ( وهذا تنويه لا عيبا ) رغم اختلافي مع ول بوعماتو  ونزاعي معه  ،قضائيا وإعلاميا .
  أجل ، لقد وفيت بالهدف  من عشرين مليون ، مهما أدعيت  من شفافية إقالة بعض  أعضاء حزبك  في انواذيبو ،  إثر الانتخابات البرلمانية  والبلدية  المنصرمة . 
ولتعلم يا سيادة الزعيم  السياسي  الملهم مسعود ، أن موريتانيا  فقدت، الراحل المؤسس   المخطار ولد داداه ، ولم تتوقف  قاطرتها  الوطنية  عن السير، رغم النواقص  والأزمات  والتحديات  المتنوعة  الكثيرة .
  وفقدت موريتانيا ضباطا أبرارا شجعانا ،  مثل الشهيد أسويدات  رحمه الله ، وغيره في حرب الصحراء  ، ولم تفقد  من يدافع عن  حياضها وحرمانها   وحدودها .
 إن بطون الموريتانيات   لم تعقم   بعد ، لله الحمد .
 وفقدت الحبر   العلامة  البحر  بداه  ولد البصيري رحمه الله ، ولم تسقط السماء على الأرض  ، واستمرت الحياة من بعد الحزن الشديد  التلقائي  ، على علماء الأمة وورثة النبوة ، من غير وحي ، ففي  الأثر " العلماء ورثة الأنبياء ".
وفقدت موريتانيا  العلامة والشاعر والوزير  والحافظة  والورع محمد سالم ولد عدود رحمه الله،  ومع ذلك لم ينفخ في الصور ، وترحم الجميع على  هؤلاء  جميعا   ، ولكن  كل مصيبة   هونا هونا ، مع المقارنة  بمصيبة الأمة  في فقد قائدها  وقدوتها  وأسوتها  ونبيها ورسولها  الخاتم  محمد ابن عبد الله  عليه أفضل  الصلاة وأزكى  السلام. 
 أما النصيحة بأن نبادر  إلى إطفاء النار الذي أوقدت ( موضوع العبودية) قبل رحيلك، أمد الله في عمرك ، فأقول لك صراحة ، أنتم يا معالي الوزير السابق ورئيس الجمعية  الوطنية  أحق بإطفائها !!. سبحان الله ، هل أصبح  الظهور في تلفازنا المغتصب  معجزة !!!.
" يا أهل موريتانيا " يا أهل موريتانيا" ...  إن هذا الخطاب  خادع  ،  ماذا عن ثروتك  وسوء تسييرك في الجمعية الوطنية ،والمحسوبية  تحت قبة البرلمان ـ إن صحت الاتهامات الموجهة إليك ـ ؟!.
تروي الألسن ـ على وجه التواترـ أن فتى محظوظا ،  كانت أمة يوما  في حرم  رئيس جمعيتنا الموقرة ، استغل الفرصة ، فكان له ما يريد من عمل  بسهولة ويسر . هل هذا هو الرئيس المنتظر،  في حسابه وحساب  بعض أنصاره المغرورين  بشعاراته ، وتشنجاته المخرجة ، بإتقان ودهاء ، وحساب تجاري دقيق .
  وكل هذا معقول  مقبول  في حساب سياسيي  موريتانيا ، لأن عزيزنفسه،  قبل التمويلات من القذافي  في رئاسيات 2009 ، ومع ذلك أقال عميلته بنت مكناس بعد إندلاع الثورة ،  وسجن السنوسي  ، ويهدد باستمرار  بمقايضته بالمال  والامتيازات المعنوية  والمادية المغرية  ،  أو يحتفظ به ، إن كان ذلك  أكثر فائدة  لحكمه ، وهو الأرجح .
وأحمد ولد داداه  زعيم المعارضة  قبض في انتخابات 2009  مليون دولار  بالتمام  والكمال  ، مع ما أعطاه  محمد ولد أنويكظ ،  الذي سجنه عزيز، بسبب شجاعته الزائدة ، والتعبير  الحر المشروع ، عن خياره  الانتخابي الشخصي .
  وأحد أعضاء حزب تواصل البارزين ، كان حريصا على تسجيل اسم  ولده ، في لائحة  مواليد "الفاتح " من سبتمبر، عند السفارة اللليبية في انواكشوط ، أيام حكم القذافي .
 وآخر صلى معه ، وهو معروف  بنكته المصرية ، وعندما احتج  عليه أحد الزملاء ، قال كانت مجاملة فحسب !. الصلاة مجاملة ، يا رفيق دربي  .
 أجل ، كل السياسيين انتهازيين ، مصابين بسيدا حب المال والكرسي ، ( بئس المرضعة و بئس الفاطمة )، إلا من  رحم ربك ، لكن الأخطر هو التحريض  الخبيث  - غير البريء على رأي البعض -  على الحرب الأهلية  والقمع .
  حفط الله فاضل ولد المخطار  وصحبه ، من  إصرار  المستبد بالأمر العمومي عزيز على القمع  وفتوى مسعود ، وغيره من السياسيين  والفقهاء  المتساهلين ،  بدماء الناس  وأعراضهم  وحرماتهم ،  بحجج واهية  منحازة ،  للظلم وأتباعه  ومجسديه ،  وينسون حث الرسول  صلى الله عليه وسلم  على أفضل الجهاء  " كلمة حق عند السلطان  جائز ".
  ورب الكعبة ، سيخرج من  عرينه الوهمي ، بإذن الله ، ولن ينجح أحد – إن شاء الله – في تفرقة صف المسالمين  المناوئين،   لجبهة الانقلابات  والمؤامرات " العزيزية " .
 وليفعل زعماء  "المعاهدة " ما شاءوا من التدبير  والتحوير والتحريف  لكلم المعارضة ، في إطار  عبقرية صنع  المصطلح الموريتاني الجديد الغريب ، المستحيل ، ( معارضة النظام ) أي المعارضة شعارا للنظام ،  المؤيدة له في الواقع   .
 لقد أبدعتم في التبطيل والتبرير، لكنكم فشلتم  في كسب  معركة الضمير  والصدق  والنصيحة والإقدام  ، ولكم أن تذهبوا أي مذهب  ، لا يهم ،  لن نترك  لكم جرحا  غائرا في أنفسنا ، دون  دواء بالرد على الأقل  " والبادئ أظلم" والله  الأمر من قبل ومن بعد.
على كل حال لقد كلف نفسه بمهمة ، والمكلفون بمهام هذه الأيام ، تجدر الرقي من كيدهم الصعب المكشوف .
والتمييز بينه وبين النصح الصادق فن صعيب المنال ! .
" ستكون فتن يصير الحليم فيها حيرانا ".
ويبقى لمسعود نضاله ، في تأسيس حركة الحر مثلا ، رغم توظيفها بعد ذلك في مهام أخرى مريبة.
ونضاله طويل عريض محل جدل ، من حلقاته ، ضمن الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية ، مناهضته لانقلاب عزيز وصحبه وبرلمانييه ، على رئيس مدني ، رغم شوائب الاختيار والتحالفات في الدور الثاني .
ومهما قلنا في مسعود 2012 ، فإن مسعود القديم ، كان يوما ما ، مناضلا صارما ، بريئا نسبيا .
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش                 ثمانين حولا لا أبالك يسأم
لقد قال بأنه بلغ السبعين ، فلكل سن مصاعبها وخصوصياتها .
وآخر العمر ، لا يحب من بلغ محطته ـ ما شاء الله ـ التفريط فيما يراه مكسبا .
مسعود اليوم، رئيس يجلس على أريكة الجمعية الوطنية ، ورغم شوائبها تبقى إمارة ، لها انعكاساتها النفسية والعقلية والسياسية الكثيرة ، وأقلها الحرص على البقاء على متن الكرسي الجذاب !.
وخلاصة القول ، له ماله وعليه ما عليه .
 اللهم ألهمه الصواب ، واغفر لي وله وللمسلمين جميعا .
ما من صواب فمن الله ، وما من خطئ فمني ، استغفر الله العظيم وأتوب إليه .
بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن / المدير الناشر ورئيس تحرير يومية الأقصى

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :