تابعنا على الفيس بوك

سرية بن عبد العزيز ........ محمد محمود بن براهيم





في ظل الأحداث المتسارعة على الساحة الموريتانية والتى كان من أبرزها :
ــ مطالبة المعارضة برحيل النظام الذى لم يعد صالحا للبقاء والاستمرار ، وذالك من حقها فإن الشعوب الواعية المتحضرة كانت تنتهج الواقعية الثورية ( بالوسائل السلمية) فى فضح الأنظمة الظالمة المستبدة التي جنت على شعوبها المصائب والويلات ولم تقم بواجبها تجاه ما جاءت من أجله .
فهذا شاعر جاهلي يفضح حكم عمرو ابن هند فى الحيرة
أبى القلبُ أنْ يَهْوَى السَّديرَ وأهْلَهُ ... وإن قِيْلَ عَيشٌ بالسَّديرِ غريرُ
به البقُّ والحُمَّى وأُسْدُ خفيّةٍ ...        وعمرو بن هندٍ يَعْتَدي ويَجُورُ
وما الربيع العربي عنا ببعيد حيث أزال الطغاة والمفسدين الذين حكموا لأكثر من ثلاث عقود.
ــــ حرق منظمة ( إيرا) للكتب الفقهية التي تمثل مرجعا أساسيا للفقه المالكي حيث قامت كل الأحزاب والشرائح باستنكار تلك الفعلة الشنيعة التى أوقعت المنظمة فى مأزق حقيقي أساءت لنفسها وإلى المجتمع الموريتاني ، وقد أخذ الموضوع حقه من الشجب والاستنكار فى حين بدأ الموضوع ينحو منحى آخر قد يجر البلد إلى تجاذبات سياسية واجتماعية خطيرة نحن فى غنى عنها سببها بعض المتعصبين ( الذين تناولوا الموضوع وكتبوا فيه) سواء كان بقصد أو بغير قصد ، فأرجو من      ( الكتاب والإعلاميين والسياسيين ) عدم استغلال القضية وتسييسها وجعلها فى إطار التصفيات الحسابية بين البيظان والحراطين خصوصا وقد بدأت بوادر تشير إلى ذالك من كلا الطرفين.
  بل تحال (القضية) إلى القضاء وتترك له كامل الحرية فى اتخاذ العقوبات اللازمة وإن كانت الحرية معدومة للأسف في ظل حكومة لاتؤمن باستقلالية المؤسسات وعلى رأسها القضاء.
استغلال الموقف
لاشك أن نظام ولد عبد العزيز أصبح هشا ويعيش أنفاسه الأخيرة فى ظل إصرار المعارضة على إسقاطه ( بالطرق السلمية ) حيث وجهت رسالتين قويتين تمثلت     ــ الأولى بمسيرة حاشدة حضرها ما يربو على 60 ألفا ، وشهد لها الجميع بقوة التنظيم والشعور بالمسؤولية واحترام الحقوق والممتلكات (فلم تقم بتحريق ولا تكسير ولا تخريب) شاركت فيها كل الفئات مرددين لا حكم للعسكر .
ــ الرسالة الثانية  مهرجان الرد الصادق الذى كان رسالة قوية للنظام بأنه لا مكان للبقاء وعليه الرحيل .
لكن النظام تجاهل هذه الرسائل ولم يعبأ بها في ظل حكومة أغلبية تصفق له فى الظاهر وتتودد له خوفا وطمعا لكنها في الباطن تعلن التذمر وتدفع بولد عبد العزيز إلى مأزق لا يمكنه الخروج منه.
والمعارضة مستمرة في نضالها الذي تري بأنه صواب ولا يمكن الرجوع عنه وأن النظام ضيع فرصة حقيقية (مطالبة المعارضة بحوار جاد وإصلاح حقيقي ) لا يمكن تلافيها وقد فات الأوان ولابد من الرحيل لا حوار لا كلام لا صوت يعلو فوق كلمة ارحل ارحل ارحل ... ( يز من الفساد من المحسوبية من النفاق والكذب والخداع ...)
بدأ الاستعداد ليوم الحسم والاعتصام حتى إسقاط النظام .
محرقة بيرام والتوظيف السياسي
حاول النظام استغلال المحرقة من أجل :
ــ إشغال الساحة بالتنديد بما حصل وأنه جريمة نكراء والتشويش على المعارضة فى حشدها للاعتصام فكانت فرصة حقيقية بالنسبة له
ــ تضخيم القضية وتسييسها وجعلها فوق حجمها الحقيقي من ( مسيرات ـ حلقات تلفزيونية ـ كتابات تحريضية من بعض رموز النظام ...) كل ذالك من اجل شغل الرأي العام عن القضية التى يكافح من أجلها وهي إسقاط النظام
ــ خروج ولد عبد العزيز على المتظاهرين أمام القصر وخطابه الذى قال فيه إنه حامي الشريعة الإسلامية وإنه سيقوم بتطبيقها متى ذالك؟ وأين؟
ـــ تركيز وسائل الإعلام ( التلفزة ) على كلمة المعارضة في خطاب بيرام ، والهدف إلحاق التهم بالمعارضة وظهارها كشريكة في المحرقة
لكن المعارضة لم تلق لذالك اهتماما بل قامت بالحشد لمسيرة الحسم فى الوقت المقرر
ساحة ابن عباس
 انطلقت مسيرة المعارضة إلى ساحة ابن عباس فى مسيرة مرخصة من قبل النظام ومارست حقها فى التعبير السياسي وتعرية النظام بخطابات متزنة من قيادات أحزاب تمثل كافة شرائح المجتمع تقول لا للحكم الأحادي لا للعسكر لا للفساد تحاول إيصال صوتها لكافة المجتمع وإظهار الصورة الحقيقية للنظام الذي لا يستحيي من الكذب والخيانة والغدر حيث قام :
ـ بقطع الكهرباء عن المنطقة الموالية للساحة فى أول رد تعسفي في عدم قبوله لما تقوم به المعارضة ( ال ما يصرك ما تخلعُ الكصاصة)   ولم يكتف بذالك بل صدرت أوامر من القيادات العليا بالهجوم على المعارضة وفك الاعتصام ( فقامت القيادات الأمنية باجتماعات واسعة ضمت الشرطة والدرك من أجل إيجاد طريقة لفك الاعتصام) لا نامت أعين الجبناء .
فقرروا إرسال سرية مكونة من ثلاثة فيالق ( مشتركة بين الشرطة والدرك) لنصرة المسلمين ، لا لمحاربة الفساد وإنصاف المظلومين ورد الحقوق لأصحابها، لا لإحقاق الحق وإزهاق الباطل ، لا بل للتنكيل بشعبه وإعلان الحرب عليه، الشعب الذي أعلن أنه لا يريده وأنه متبرئ منه ، فأطلقت تلك السرية الظالمة القنابل الصوتية ومسيلات الدموع واستخدمت الهراوات ( من الشرق والغرب والجنوب) على المعتصمين في الساعة الثانية فجرا دون سابق إنذار غدرا على العجزة من النساء والشيوخ إذن هو قمع تجاوز كل المعايير الخلقية الإنسانية كعادته فى التعامل مع هذا الشعب المسكين
ألا تستحي منّا ملوكٌ وتتَّقِي ...           محارِمَنا لا يَبُؤِ الدَّمُ بالدَّمِ
نُعاطي الملوكَ السِّلْمَ ما قصدوا بنا ... وليسَ عَلَيْنا قَتْلَهُم بمُحَرَّمِ
لكن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته
سترحل مثل مارحل أسلافك، سترحل مثل مارحل أصدقاؤك.
تالله لن نأسف على رحيلك
  إذا ذهب الحمار بأم عمرو     فلا رجعت ولا رجع الحمار
محمد محمود ولد إبراهيم ــ الكويت

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
المقالات