تابعنا على الفيس بوك

الهجوم على تواصل ماذا وراء الأكمة ؟ محمد محمود بن ابراهيم / الكويت





يبدو أن موضوع حرق الكتب المالكية الذى أقدم عليه المجرم بيرام ولد اعبيدي أخذ منحى آخر عند بعض الكتاب والمعلقين فى صفحات المواقع الاجتماعية ( الفيسبوك) ، حيث انشغل الكثير منه بالحديث عن الإخوان وحزب تواصل ؛ بين من يرى أن الحزب لم يدن تلك الفعلة إدانة واضحة وصريحة ، ومن يرى أن الإخوان مشاركون فى حرق الكتب وأن سكوت كتابهم إنما هو دليل على تواطئهم مع الفاعل !
إن المتتبع لمواقف حزب تواصل ورموزه ليدرك بما لا يدع مجالا للشك أنهم وطنيون ويراعون مصالح البلد وظروفه وما يمر به من أزمات وصعوبات تحتاج الحذر فيما يقدم عليه من أمور تخدم البلد وتؤدي إلى تماسكه ، ولعلنا نذكر معا :
-        موقفهم من الانتخابات ( الرئاسية ) السابقة واعترافهم بها نظرا لمصلحة البلد وانسجاما مع قواعد اللعبة المُقرَّة من الجميع
-        وقوفهم معارضة ناصحة من أجل إعطاء فرصة حقيقية لولد عبد العزيز وحكومته لينهضوا بالبلد ويحاربوا الفساد ويحققوا تلك الشعارات التي اتخذها النظام برنامجا له .
    فلما تبين عكس ذالك وأصبح النظام يغرق البلد فى وضعية صعبة من تصفية لحسابات شخصية وقيادة أحادية وغلاء فى المعيشة وتشريع للفساد وتأزم فى العلاقات الدولية ( وخاصة دول الجوار ) وإدخال للبلد فى حرب مفتوحة مع القاعدة ( حرب بالوكالة) كان لزاما على تواصل أن يقول كلمة الحق يقوم لله بالقسط ويتخذ قرارا لا رجعة فيه : أن محمد ولد عبد العزيز غير صالح لإدارة البلد وعليه أن يرحل

سياق جريمة " الحرق "
  ضويق عزيز وتذمر منه القريب والبعيد ولم يعد يشعر بالأمان ، ولا يثق حتى بأصدقائه وحلفائه ، الذين ترد المعلومات تباعا عن تبرمهم به وضيقهم بتصرفاته وتحيُّن الكثيرين منهم للفرصة السانحة ليدفعوه إلى حفرة الهلاك وييمموا وجوههم شطر منتجع أخصب ، حين أحس بذالك قامت مخابراته باختراق حركة (إيرا) وعلمت بكل ما يدور في اجتماعاتها فشاركت في تلك العملية من وراء الكواليس وكان إعلامها حاضرا وقام بالتصوير فهي من شارك ولم تحرك ساكنا ( علمت بالحادثة قبل ثلاثة أيام من وقوعها !! ) ؛ لأن الهدف هو استغلال الموقف واستعطاف الشعب الموريتاني فتخرج المسيرات والروابط ( رابطة العلماء والأئمة ووو) وتتجه إلى القصر ليخرج لهم الرئيس ويستقبلهم ويقول نحن حماة الدين ، وسنطبق الشريعة - ونسي ما قاله أمس بانواذيبو-  ، نعم تذكر الشريعة التي نسيها يوم جنى ابنه جناية شغلت الرأي العام – كما يشغله برام اليوم -  بل سخر أموال الدولة ووجهاءها فى احتواء تلك الأزمة .
  ومن يتابع التلفزة الموريتانية اليوم يستطيع الخروج بملاحظاته حول علاقة النظام بما حدث أو أسئلته المستعصية على التجاوز على الأقل .
الأقلام المغرضة
في هذا الخضم المثير يخرج علينا بعض المغرضين والمتهكمين المتحاملين المأجورين من قبل النظام للقيام بتشويه صورة تواصل وما يقوم به من واجب تجاه الدين والأمة ليحصر فى زاوية ضيقة وهي حب السلطة والسعي لها ولو كان على حساب الدين ، خبتم وخسرتم فلن توقفوا المد الإسلامي وإنما مثلكم ، كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
إن المزايدة على تواصل ورموزه فى المواقف مطية ركبها الكثير  حتى ممن ينسبون للعلم ويحظون باحترام مفترض ممن أعشى أبصارهم القرب من السلطة والطمع فيما لديها ، فكيف بالعامة وسوقة الناس الذين يستغلون من حيث لا يدرون ، بعضهم يكتب عن حسن ظن فيقحمون أنفسهم في أمور لا يفهمونها فيقعون في أخطاء لا تغتفر .
 من لم يفهم موقف  تواصل فليعلم أنه أعماه الجهل وعليه أن يغتسل من الجنابة الفكرية التى تعمي بصيرته وتحجب عنه الحقيقة
لقد أدان حزب تواصل تلك الجريمة بدءا من بيانه الرسمي ، مرورا بحديث رئيسه في محاضرة قيمة بين فيها أن الحزب يندد بهذا الفعل وينكره جملة وتفصيلا ، ثم أدانه رئيس المجلس الوطنى للحزب فقال إن ما أقدم عليه بيرام فعل شنيع وأمر منكر وكبيرة لم يسبق إليها أحد فى موريتانيا وأن الحزب يرفض أي مظهر من مظاهر الاستهانة بالدين ويعارض أي مساس بالمراجع الفقهية التى توارثتها عن الأجيال ، وما زالت نشاطات تواصل في الموضوع مستمرة .
فهل بعد هذا البيان والتوضيح من مقال ؟ إنه أظهر من الشمس فى رابعة النهار فكيف يتجرأ بعض النكرات الذين لا يظهرون إلا في صف أعداء الإسلاميين لا تجد لهم مواقف تذكر فتشكر تجاه الأمة الإسلامية وإنما هم أبواق سوء تعرفهم  بسيماهم  ؛ إن رأوا سيئة أذاعوها وإن رأوا حسنة أخفوها
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا            عني وما سمعوا من صالح دفنوا
جهلا علينا وجبنا من عدوهم                لبئست الخلتان : الجهلُ والجُبُن
يقحمون تواصل ورموزه في التآمر والتواطؤ مع بيرام ويزعمون أنهم لم يدينوا تلك الفعلة بما تستحق فلا تقع عيونهم إلا على ما هو ضد تواصل أو يشوه صورته (كما يقع الذباب على مساقط القذر) مما تكتبه المواقع العلمانية والصفحات الساقطة وأصحاب النظام فيدندنوا حول ذالك (إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ..........)
 إنما قام به بيرام جريمة لا تغتفر ، وقد أحرق نفسه وزمرته وقضيته التي يدعي وظهر على حقيقته وانتحر سياسيا واجتماعيا ولم يعد له مقام بعد فعلته فى الدولة الموريتانية وسيلعنه التاريخ هو وزمرته ومن يشوه صورة التواصليين .
        (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )

محمد محمود ولد إبراهيم ـ  مقيم بالكويت

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
المقالات