تابعنا على الفيس بوك

الكزرة في كنكوصه : عقد من الانتظار ....... ألا يكفي هذا !!!!؟


    

الأحياء الشعبية أو أحياء الصفيح أو "الكزرة" ظاهرة عالمية تفرزها التغيرات الديموغرافية في  المدن الكبيرة وقد شكلت على مستوى العالم أكبر تحد  للحكومات والأنظمة كما تسببت في أزمات استدعى حلها  في بعض الأحيان رصد مليارات كاملة في توفير المسكن والغذاء.تلك هي الحالة في العالم و كذلك في موريتانيا و هي أيضا في كنكوصه .

على بعد أمتار من البحيرة يوجد أهم معاقل الفقر في الكزرة


هنا على بعد أمتار فقط من شاطئ كان يمكن أن يمثل أحد أهم مصادر الدخل لساكنة الضلع الثالث من مثلث الفقر " كنكوصه " وفي غابة تكاد تغيب فيها أشعة الشمس لتشابك أغصان أشجار القتاد تقيم عشرات الأسر في حي " ليفك " أو الكزرة  يعاني أفرادها الأمرين جراء تجاهل السلطات لوضعيتهم رغم المناشدات والوعود .
مأساة عمرها عقد
رمضان ولد امبارك
رمضان ولد امبارك أحد مؤسسي الكزرة  و أكبر الناشطين فيها والذي رافقنا خلال تجوالنا الذي كدرت صفوه رائحة الدخان المنبعث من بقايا جذوع الأشجار التي تستعملها النسوة في الطهي كان مسترسلا في حديثة عن تاريخ الكزرة وأهم أوجه معاناتها يقول رمضان إنه تم إنشاء الحي قبل حوالي عقد من الزمن حينها كنا نسكن في المكان الذي بنيت فيه دار الكتاب قبل أن نفاجأ ذات غداة بحاكم المقاطعة وعمدة البلدية محاطين ببعض الحرس وهم بيننا وباشروا طردنا وحطموا أعرشتنا ومزقوا أقبيتنا وقد تعهد العمدة حينها بمنحنا قطعا أرضية هنا بل وساومنا على التصويت له في الانتخابات وبعد التصويت تنكر للوعود وبقي الحال على حاله.

" الويفه " سيدة ستينية بدت المعاناة شحوبا على وجهها تقول إن أكبر مشكلة يواجهونها هي مشكلة الماء حيث يضطرون لجلب الماء من مسافة قد تبلغ في بعض الأحيان أكثر من 500 م هذا إن لم يدفعوا تكاليف جلبها من الحنفيات التي تبلغ حوالي 1000 لأسرة متوسطة العدد.
ألمين

الويفه التي لا تملك أي مصدر للدخل في ظل حرمانها من الحصول على قطعة أرضية على الشاطئ يمكن أن تستغني بها عن كد عيش يجهدها لسد رمق أيتام فقدوا المعيل تطالب بإنصافها إذ كيف يعقل كما تقول أن تستمر ملكية الأراضي لقوم لا ينوون استغلالها فيما تبقى الأغلبية المحتاجة والمستعدة للعمل خارج اللعبة. حال الويفه في ذلك لا يختلف عن حال الشيخ الكفيف " ألمين" الذي يقطن وحده في عريش متهالك لا يملك في الحياة إلا أملا يحدوه في أن يشعر يوما أنه يسكن أرضا يملكها و أخرى يستثمرها.
وللمعاناة صنوف أخرى................
المتحدثة باسم نساء الكزرة زينب بنت احمد ولد امخيطير  وقد عادت لتوها من لقاء مع الحاكم في إطار وعد غير متحقق ـ  لحد الآن على الأقل ـ كما تقول بإنشاء مشروع للقضاء على الفقر بمنح الحي قطعة أرضية على الشاطئ بغرض استغلالها والإستفادة منها  تقول إنها وبعض زميلاتها يأخذون طريقهم يوميا إلى  مقر المقاطعة التي تحيلهم إلى البلدية وفي غياب العمدة الدائم لا يجدون إلا وعدا يبدو غير جاد من الأمين العام للنظر في أمرهم وهكذا .......
نحن في الكزرة تقول زينب نواجه عدة مشاكل وعلى كافة المستويات فأنا شخصيا مريضة بالصدر ولا يمكنني السفر للعلاج بسبب العوز أولا وثانيا خوفا من أن أفقد أرضي أو بعض أغراضي حيث يقال من حين لآخر أن الكزرة ستوزع وقد سبق أيام ترحيلنا من دار الكتاب أن رمى الحاكم  آنذاك أغراضي وانتزع مني أحد الحرس أرضي وشرعت له وهو الآن يسكنها وقد حاول أكثر من مرة عن طريق زوجته انتزاع أرضي هذه لكنهم لم يتمكنوا لأنني كنت موجودة.
زينب بنتاحمد ولد امخيطير

كما أننا وخصوصا النساء تضيف زينب لا تفارقنا الهواجس من إمكانية الاعتداء علينا في أي وقت من الليل بحكم إقامتنا في هذه الغابة المعزولة والتي تفوح منها رائحة الجيف والقمامة التي تلقيها السيارات ليلا ونضطر نحن لتأجير السيارات لنقلها بعيدا عنا ونحن كذلك ممنوعون من تشييد أي بناء سواء كان حماما أو خزانا بدعوى أن الأرض ليست مشرعة .
عشرات النساء ممن التقيناهم في الكزرة يؤكدون أنهم لم يتلقوا أي مساعدات من الدولة في أي وقت فكثيرا ما تتهاوى الأعرشة في زمن الخريف وعند إبلاغ السلطة تقوم بإحصاء لكننا لم نرى شيئا على أرض الواقع و لا ينظر إلينا إلا عندما يأتي رئيس أو وزير فنأتي لاستقبالهم.
أخير ورغم كل المعاناة هذه وجدنا من أهل الكزرة من يتشبث بالأمل حيث عمدت أسر الحي إلى إنشاء تعاونية نسوية لبيع "الكسكس" تدفع المرأة منهن كل شهر مبلغ 1000 أوقية ليتم جمع المبالغ وشراء المستلزمات كما يتم ادخار جزء من العائدات للظروف الطارئة كالمناسبات والمرض وغير ذلك.
رسالة أهل الكزرة واضحة وجلية وإن مرت بسلم فهي إلى الرئيس مباشرة وعلى لسان ممثلتهم زينب بنت احمد ولد امخيطير " أنْ قد مللنا مناشدة الحاكم والوالي والوزير والآن نناشدك أيها الرئيس لحل مشكلتنا إذا كنا مواطنين ولو لم نكن كذلك حقا لفكرنا في الهجرة لما واجهنا من صعوبة وتبرم وإهمال لا يليق بكرامة المواطن.  

  

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
ملفات