تابعنا على الفيس بوك

في كنكوصه : الجفاف يلقي بظلاله على الاستعداد للعيد




عند سوق الحيوان المطل على كنكوصه وفوق رمال كثيبها الساحرة يجلس أعمر ورفاقه من باعة الأغنام يتجاذبون أطراف الحديث الذي يرتكز في جل أوقاته على الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن في حالة من الفراغ لم يسبق لها مثيل. طقس اعتاد هؤلاء القيام به بعد أن هجرتهم فئام الناس ممن كانت تعج بهم سوق المواشي في مثل هذه الأيام من كل عام  إنها ظلال سنة شهباء من الجفاف تعيشها مقاطعة كنكوصه.



الأسعار المتردية للأضاحي وكثرة أعدادها لم تكن سببا مقنعا للمواطنين للتوجه إلى سوق الماشية إذ لم يزد سعر الأضحية المختارة على 12000 أوقية في حين لم يكن ممكنا الحصول عليها إلا بحوالي ضعف ذلك قبل عام إلا أن الإقبال بقي دون المستوى حسب أعمر الذي يرى أن الأمر لا يعدو كونه نتيجة طبيعية لحالة نقص الأمطار الذي شهدته المقاطعة هذا العام مما أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطن (المستهلك) فيما أرغمت الحاجة المنمي ( المورد) إلى بيع مواشيه بما تيسر من أجل شراء الملابس وهو ما خلق سوقا موازية لسوق الماشية إلا أنها تمتاز بعد الخضوع لرقابة البلدية وهو ما يطالب أحد زملائه بالإنصاف منه.
سوق الملابس هي الأخرى لم تكن إلا مظهرا يجسد بجلاء حالة التردي المعيشي التي يعانيها المواطن حيث خلت أزقة السوق المركزي حتى من المارة وبحسب إحدى المتسوقات فإن غلاء الملابس المجلوبة من انواكشوط وحرص التجار على مسك النقود وعزوفهم عن الاستدانة في ظل أجواء غير مطمئنة تنذر بنقص المحاصيل الزراعية وعدم القدرة على تسويق المواشي وبيعها بسعر مقبول هو السبب الرئيسي وراء بقاء السكان في البيوت وعدم إقبالهم على السوق.
قلق إذن وترقب هو أعمق وصف يمكن أن يطلق على عيد " الجفاف في كنكوصه " هذا العام.

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
ملفات