تابعنا على الفيس بوك

نقيب الصحفيين الموريتانيين في ضيافة المدونة

الحسين ولد مدو نقيب الصحفيين الموريتانيين
الدكتور  الحسين ولد مدو أحد ابرز الوجوه الإعلامية المستقلة في البلد ونقيب الصحفيين الموريتانيين التقته المدونة في لقاء مشترك مع الإخوة في كنكوصة انفو وكان اللقاء التالي

السؤال : كيف ترون الإعلام المحلي والجهوري الموريتاني :  
نحن هنا بعيدون كل البعد عن المرحلة التي نصبو إليها في مجال الميثاق في تعزيز الإعلام علي الرغم من كون الإعلامي المحلي يشكل احدي اللبنات لتكريس الحق الدستوري للمواطنين في إعلام لا تعيقه طبائع الجغرافيا ولا أبعاد الديموغرافيا والتجربة الموريتانية في مجال الإعلام عموما مازالت تحاول تكريس إعلام مؤسسي جاد ومتنوع ولاشك ان التطورات الحاصلة في المشهد الإعلامي سواء علي المستوي القانوني أو المؤسسي هي نتيجة العديد من الجهود الهادفة إلي ترقية المشهد والتي لازالت تعيقها الكثير من المثبطات الذاتية والموضوعية ، ولاشك أن التطورات الحاصلة في المشهد الإعلامي هي حصيلة العديد من الجهود الهادفة إلي ترقيته والتي لازالت تعيقها الكثير من المثبطات .
واعتقد أن استقراء المشهد الإعلامي الموريتاني بالنسبة لغير المتخصصين يسلمهم نتيجة خاطئة يبدو فيها الإعلام المحلي كنوع من الترف الذي ينشغل به البعض بدل الاهتمام تأسيس وتدعيم الإعلام بشكل عام علي المستوي الوطني قبل التدرج إلي المحلي ، والحقيقة هي خلاف ذالك  ، فما يعانيه إعلامنا الموريتاني عموما هو سيادة الطبيعة المركزية جغرافيا وموضوعاتيا فالصحف لا تتجاوز محور 5 كلم داخل نواكشوط ويستبد بموضوعاتها البعد السياسي والمركزي وهو ما يعني إقصاء غالبية المواطنين من تكريس حقهم في الإعلام واقتصار الوجبة الإعلامية علي انشغالات المركز الديمغرافي والسياسي لتجد فئات عريضة نفسها مقصية وخارج التغطية ، ولتبدو الصحف في مجملها تقدم إجابات غير مطروحة علي الأقل بالنسبة لفئة عريضة من سكان الداخل ، وغير خاف أن ما يشكله نبض الشارع المحلي لا يجد في الغالب ادني اهتمام ولكم أن تتابعوا مثلا نسبة  وطرائق التغطية في مواقعنا الوطنية لتأثير قلة التساقطات  المطرية هذه السنة .
واعتقد انه انطلاقا من هذا التشخيص الذي تطبعه المركزية هو الذي يؤسس  بوجاهة  لضرورة انبثاق الصحافة المحلية والجهوية ، والأكيد أن ذلك يتطلب المزيد من التضحيات إذ لا تكفي المبادرة أو تملك الإحساس بهذا النقص لإطلاق الصحافة المحلية بل تعضيدها بالمزيد من الوسائل الضامنة للبقاء والمخلصة للأهداف ، وفي هذا الصدد لا ينبغي تعريف الصحافة المحلية بجغرافيا المنطلق أو ببلدة المنشأ وإنما بالمضامين التي تحملها والاهتمامات التي تعكسها والاستمرارية الضامنة لها ..
وقدرنا في موريتانيا كما في الدول الاخري أن متطلبات بناء الدولة و دمقرطة الإعلام وتقريب الخدمات أمور تفرض وجوبا انبثاق وتطوير هذه الصحافة ولكم أن تلاحظوا أن العديد من الصحف الرائدة ذات السمعة العالمية هي صحف محلية في الأصل توفرت لها الضمانات اللازمة لاستمرارها ووفقت في الاستجابة لتطلعات جماهيرها (كالواشنطن بوست ، نيويورك تايمز...).
وإذا كان من مرامي  الإعلام بصفة عامة هو تقريب الأخبار والآراء من المواطنين فسيكون من المفارقة أن لا تقرب الأداة المقربة من جمهورها  ومن أكبر أهداف وغايات الإعلام  ومؤشرات قياس جودته هو وفاءه لمعياري الانتفاع والمشاركة.
انتفاع غالبية المواطنين  من الخدمات التي يوفرها وتأمين مشاركتهم وتحولهم إلى فاعل ومتفاعل بدل متلق كسول في الدروس المسائية.
فكثيرا ما كنت  أقول لطلابي إن سائق تاكسي قال لي إنه لا يتابع التلفزيون الوطني لأنه لا يرى فيه ذاته فهو في الليل  للأغنياء ( البطارين ) وفي النهار للأطفال.
س : ما مدى أهمية القانون الذي صدر بالأمس حول الضمان الصحي للصحفيين ؟
ج : أعتقد أنه مهم جدا ، ويدخل ضمن المقاربة التي يسعى لها الإعلاميون في تعزيز دور الصحف وتمكين الصحفيين من لعب دورهم المناسب . 
س : أي توجيهات للصحافة الجهوية الناشئة ؟
إن أكبر درس يجب أن تتعلمه تلك الصحافة هو المثابرة والعمل ، فالأمر يتطلب المزيد من العمل ولقد ظلت التحديات الكبري التي تقف أمام الإعلام الحر منذ ظهوره في موريتانيا تتمثل في الجانب المؤسسي والأخلاقي ، واعتقد أن التحدي الأخلاقي هو الأهم بالنسبة للصحفي المحلي ،فيجب المحافظة على السلوك الإعلامي الأمثل.

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
الأخبار