تابعنا على الفيس بوك

آمدو يرو صو في ضيافة المدونة




آمدو يرو صو من مواليد 1963 في كنكوصه خريج مدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط سنة 1993 وهو الآن مدير المدرسة رقم 4 بكنكوصه التقته مدونة كنكوصه اليوم رفقة زميله ورفيق دربه المعلم " صمب ساني"  وهما من أبرز الأوجه المثقفة من مجموعة "فولابه" بالمقاطعة فكان اللقاء التالي عن أهم العادات والتقاليد لمجتمع فولابه في كنكوصه وأهم المحطات التاريخية في تطوره.

المدونة :  ما هي أهم القيم  التي ترى أنها بدأت تضمحل ؟

آمدو يرو صو : أولا أشكر المدونة على إتاحة الفرصة من أجل التعريف بهذا المكون الإجتماعي الكبير والذي كان تاريخيا يسكن هذه المناطق امتدادا من كيدي ماغه إلى الحوضين مرورا بلعصابه أما عن سؤالكم فهناك متغيرات كثيرة طرأت على منظومة التقاليد والعادات التي يتميز بها هذا المكون وهي ككل المجتمعات تشمل عادات حسنة نأسف لفقدها ونعتبره خسارة وأخرى مخالفة نرى التخلي عنها مرحلة مهمة في تطورنا فنحن  على سبيل المثال ـ أنا وأترابي ـ عشنا في مجتمع أكثر تعاونا ومحافظة على الأخلاق الفاضلة فمثلا في مجتمعنا " فولابه" كانت هناك أسر كبير تجمع الواحدة منها عدة رجال إخوة أو أقارب مشتركين في المال ـ البقر خصوصا ـ و لا يعرف ابن الواحد منهم أي الأبقار تعود لأبيه والمرأة كذلك لا تعرف هل هذا حيوان زوجها أم لا ويكون في مثل هذه الحالة القرار والإدارة والنفوذ للأكبر سنا.
وفي المناسبات أيضا كانت البنت أو الولد لا يملك قرار اختيار شريك حياته وإنما يختار لهما الأبوان وذلك حسب رضاهما عن أخلاق الشريك و مكانته الاجتماعية وكثيرا ما يكون هناك صراع بينهما أي الأبوين على أن يختار الابن من أقارب الواحد منهما. في مصادرة واضحة لقرار الإبن أو البنت كما كان هناك تساهل كبير في المهور حيث كان يحدد من طرف شيوخ المجموعة ولا يتجاوز 6000 أوقية بينما تأتي الزوجة بكل غال ونفيس حيث كانت " فولابه " تغالي كثيرا في مسألة جهاز الزوجة خصوا البكر فتصطحب في بعض الأحيان قطيعا كاملا من الأبقار و كميو كبيرة الذهب والفضة.
في المجال الاجتماعي دائما كانت هناك ظاهرة شائعة وهي سلبية أيضا وقد تم التخلي عنها تتمثل في إهانة المرأة واعتبارها جزءا رخيصا من المتاع الأسري ومعاملتها كما لو كانت بنتا حيث يتم ضربها لأبسط خطئ أو مخالفة في الرأي أو تقصير في خدمة الزوج.
كذلك من العادات المخالفة التي كانت تمارسها الأجيال الماضية عادة المصافحة التي تم التخلي عنها نظرا لأنها محرمة شرعا مع غير المحرم وقد كان الرجل أو المرأة الذي يمتنع عنها يوسم بالكبر.

المدونة :ماذا عن مجتمع فولابه من الناحية الإقتصادية؟

آمدو يرو صو : مجتمع فولابه هو مجتمع منمين  بدرجة أولى ولذلك هو يحتكر ثروة حيوانية طائلة وأنا أقدر أنه لو قد تم استغلال هذه الثروة استغلالا سليما أعني الثروة من البقر التي تملكها المجموعة في"  لعصابه " فقط  لكان الأمر تغير وتحسنت ظروف الكثير من الموريتانيين لكنها ضاعت بسبب تأثيرات موجات الجفاف خلال السنوات الماضية.
أما عن الزراعة فرغم أن فولابه يحسنون القيام بها إلا أنها ظلت مهنة يرتادها من لا يملك الأبقار ويجد فيها ليحل منها على الحيوان إذ كان صاحب الماشية يحصل بثور واحد على حاجته السنوية من الزرع ولذلك في ثقافة فولابه هناك بقرة يطلق عليها " كاوريل" بمعنى الزرع وهي ترمز للبقرة التي يتم الحصول عليها عن طريق استبدالها بالزرع.

المدونة : ماذا عن التعايش مع الفئات والمجموعات الأخرى؟

آمدو يرو صو : رغم أن مجتمع فولابه كان منغلقا في كثير من جوانب حياته إلا أنه كان مع ذلك منفتحا انفتاحا مدروسا على غيره من المجتمعات في المنطقة خصوصا البيظان إذ يشهد التاريخ على العلاقة الحسنة التي كانت تربط هذين المجتمعين وفي كافة المناحي

صمب ساني على اليسار
.

هنا يقول الأستاذ صمب ساني الذي شاركنا هذا اللقاء لا بد من كلمة للتاريخ وهي أن المجتمع الموريتاني نَعِم لفترات طويلة بطيب التعايش والتكافل لكن هزات و مآسي شهدها كادت تجعل الثقة معدومة مما يتطلب جهدا كبيرا من العلماء و المثقفين والسلطات والمواطنين العاديين من أجل إعادة اللحمة وهنا أيضا أقول ـ وعلى مسؤوليتي ـ إن هناك ممارسة عنصرية تم انتهاجها في تشكيل لجنة تحديد الهوية في مركز استقبال المواطنين بكنكوصه  تمثلت في إقصاء شريحة الفلان من التشكيلة وهو ما جعل بعض المواطنين يتعرقل إحصاءه مدة يوم أو اثنين بسبب غياب التواصل مع أفراد اللجنة وقد طرحت المسألة على الحاكم   لكن دون جدوى.

المدونة : وماذا أيضا عن التعليم؟

آمدو يرو صو: كان أول نشاط تعليمي مركز وجد في المجموعة في هذه المنطقة خلال سنوات الخمسينات وكان بالطبع محظريا بحتا حيث قام أحد العلماء من أبناء قبيلة "الفلان" ويسكن مدينة جَول على ضفة النهر واسمه " الحاج محمود باه بمبادرة تقضي بإلزام أحد تلامذته بالإقامة في إحدى القرى ليعلم أبناءها القرآن والأحكام الشرعية مقابل أن تتكفل القرية بتوفير السكن والمعيشة وتعطيه الزكاة وقد نجحت الفكرة نجاحا كبيرا وكانت جزءا من تجربة مدارس الفلاح في غرب إفريقيا التي أنشأها المرحوم كما كان يأخذ بعض التلاميذ المميزين من هنا و يتم منحهم إلى السعودية  
أما التعليم الغربي فقد واجه رفضا كبيرا من شيوخ المجموعة فقد كان الرجل يفتدي ابنه من المدارس الغربية بما يتطلبه من الأبقار لأنهم كانوا يعتبرون أن من يتخرج منها إنما يتخرج إلى النار.
وقد بدأ التوجه إليه في السبعينات وساهم في ذلك الجفاف الذي شهدته المنطقة مما جعل الدعوة التي قام بها المرحوم " كبل علي جلو" إلى التوجه للتعليم المعاصر وذلك بعد عودته من مصر حيث كان يدرس وحصل على شهادة عليا مما جعل أول دفعة تدخل المدرسة النظامية بكنكوصه ينتمي أفرادها إلى " فولابه" من بينهم واحد من قرية " امبيقير " وآخر من التشيليت وثالث من كلبل  كما كانت أولى المدارس التي تفتح خارج المدينة تم افتتاحها في كل من قرية " حيكامه " و " كيولا" ببلدية ابلاجميل وبجهود شخصية من اثنين من أبرز أبناء المجموعة هما " المرحوم  دمب سنبك , والسيد "كلى" وهو الآن موجود في كيولا.
  

 

يسمح لكم بنقل الموضوع بشرط ذكر المصدر : آمدو يرو صو في ضيافة المدونة | وكالة أنباء لمسيلة
 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
مقابلات