تابعنا على الفيس بوك

مزرعة " بظلل لبيظ " تجربة فريدة في أعماق الصحراء البعيدة ( مقابلة)







هنا في أحضان الصحراء حيث تتعانق الكثبان الرملية مع  هضبة لعصابه مشكلة لوحة طبيعية نادرة ترتمي إحدى أهم التجارب الزراعية في مقاطعة كنكوصه مزرعة " بظلل لبيظ". مدونة كنكوصه اليوم التقت المسؤول عن المزرعة خلال زيارة مبرمجة فكان اللقاء التالي:

كنكوصه اليوم : ماذا عن بداية التجربة و ما هي أهم دوافع القيام بها؟

عبد الله بن احمدو : أولا كنبذة بسيطة تمتد هذه المزرعة على مساحة 4 هكتار ويتم سنويا استغلال حوالي 2 هكتار منها وقد  بدأ العمل فيها خلال سنوات الستينات حيث كان الوالد رحمة الله عليه يستغلها في الزراعة التقليدية وفي سنة 1988 م قررت أنا إدخال نمط الزراعة المروية وقد كانت دوافعي في ذلك كثيرة من بينها على سبيل المثال ما سمعت وقرأت عن قيمة الخضروات وما تحتويه من فيتامينات مفيدة لبناء الجسم والمحافظة على الصحة فبدأت في زراعة الخضروات بشكل تدريجي وكنت أدخل في كل عام نوعا جديدا منها, عامل آخر يقول عبد الله شجعني على المضي في التجربة هو أن أحد الأطباء بالمنطقة قال لي ذات مرة مستغربا " كيف تكون عندكم مزرعة وفي نفس الوقت أغلب سكان القرية يعانون من نقص التغذية" حينها قررت فتح المزرعة للقرية وتزويد الأسر بما تحتاجه من خضروات وهو ما ساعد بشكل كبير في القضاء على نقص التغذية. كل ذلك إضافة إلى ما لاحظته من ظهور حالات سوء التغذية في الولاية  نتج عن آثار موجات الجفاف الذي عانى منه البلد خلال العقود الماضية تسبب في انتشار أمراض فتاكة وهو ما أظهر الحاجة الماسة إلى إيجاد مصادر للغذاء بديلة عن المشتقات الحيوانية.

كنكوصه اليوم : كيف يتم العمل في المزرعة ؟

عبد الله بن احمدو : كما ترون العمل في المزرعة يعتمد بشكل كبير على جهد الأسرة وإن كنت أستأجر عاملين أدفع لكل منهما مرتبا شهريا يبلغ 30 ألف أوقية هذا عن المادة البشرية أما عن الجانب اللوجستي  فهي تتوفر على عدد من الآبار تم تركيب مضختين على اثنين منهم فيما تم تمديد قنوات لإيصال الماء إلى الأحواض و هذا كله يتم بتمويل ذاتي في انتظار أن نجد موردا يمكننا من حفر بئر أرتوازية حيث إن التربة هنا تحوي بحيرة لا تبعد سوى 20 إلى 25 متر في العمق وفق مؤشرات تنقيب قامت به بلدية ساني في وقت سابق.

كنكوصه اليوم : كم عدد الخضروات التي تنتجون وما هي سياستكم التسويقية؟

عبد الله بن احمدو: نحن ننتج هنا أكثر من خمسة عشر صنفا من الخضروات من أهمها البندورة والجزر والخس والباذنجان و الخيار والملفوف إضافة إلى عدد من الأشجار المثمرة كالسدر والتين والليمون  والنخيل أما عن التسويق فقد عانينا كثيرا من عدة معوقات ارتبط بعضها بوجود سوق والبعض الآخر بنقل البضائع إذ كنا نضطر في بعض الأحيان إلى تسويق البضائع في الطينطان ولعيون وسيلبابي نظرا لعدم استيعاب سوق كيفه المركزي لمنتوجاتنا أما اليوم فإننا نسوق فقط في كيفه وكنكوصه ونعتبر السوق أفضل من ذي قبل وهو ما نرجعه إلى الثقافة المتنامية عند السكان بضرورة استعمال الخضروات وأهمية ذلك وقيما يخص النقل فلا زال يشكل أكبر عائق أمامنا وسنتحدث عن ذلك إذا ما وصلنا محور العوائق.

كنكوصه اليوم : على ذكر العوائق ما هي أهمها بالنسبة لكم ؟

عبد الله بن احمدو : هناك عوائق كثيرة تؤثر بشكل كبير على أدائنا من بينها كما ذكرت مسألة النقل حيث يكلفنا النقل أموالا طائلة تحد من مردودية المشروع مما جعلنا نفكر في شراء سيارة خاصة  كذلك من العوائق التي نعاني منها وإن كان تم  الحد منها بمجهود كبير مشكلة ندرة البذور حيث كنا مضطرين في كثير من الأحيان إلى استيراد أنواع منها من الخارج فأرسلنا مثلا مع بعض الحجاج لجلبها وكذلك بعض الزملاء خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية.
نقص المياه هي أيضا عائق من أكبر العوائق إذ لا تحتوي المزرعة سوى على أربعة آبار غير كافية تم استحداث بعضها هذا العام فقط ولو كان الماء متوفرا وسهل الاستغلال لكان الأمر تغير كثيرا بالنسبة لنا. الطيور هي الأخرى تشكل عائقا يؤرقنا وقد كلفتنا هذه السنة حوالي 300 ألف أوقية لاستجلاب " شباك" مظللة تستعمل في حماية الخضروات من الطيور لكن الأمر يبقى محدودا نظرا لضيق ذات اليد.    

كنكوصه اليوم: هل حصلتم على أي دعم من أي جهة ؟

عبد الله بن احمدو : لحد الآن يمكننا القول بعدم الحصول على أي دعم مهم إذا ما استثنينا تدخل هيئة السلام الأمريكية التي منحتنا عن طريق البلدية بعض السياج والإسمنت والحديد وهو نفس الشيء الذي فعلته منظمة كانت تدخل هنا في التسعينات تسمى " آفريكا 2000".

كنكوصه اليوم : كيف تقيمون عمل المزرعة الآن؟

عبد الله بن احمدو : دخل المزرعة خلال السنوات القليلة الماضية يناهز 6  ملايين أوقية في كل فصل زراعي لكن مع التكاليف الباهظة للتشغيل وإيجار العمال تصل القيمة المضافة إلى حوالي 200 ألف أوقية.





    


 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
مقابلات