تابعنا على الفيس بوك

المركز الصحي بكنكوصه : هلاك في مظان النجاة .....!!!

في صيف العام الماضي زار وفد من جمعية العون المباشر الكويتية المركز الصحي بكنكوصه بغرض الإطلاع على ظروف العمل فيه وقد تفاجأ الوفد حين دخل غرفة المختبر ـ أو شبهه ـ وشاهد ما يضمه الإسم الكبير من معدات لا ترقى إلى مستوى الهدف المرسوم حتى أن رئيسه لم يتمالك نفسه وقال لرئيس المركز هذه أدوات نستعملها يعني في الكويت هناك كأغراض منزلية.



حينها تذكرت أيام إنشاء المركز من طرف دولة العراق الشقيقة والطريقة التي تم بها تجهيزه حيث كان يحتوي على غرفة جاهزة للأسنان ومختبر للتحاليل لإجراء الفحوص وجهاز للأشعة إضافة إلى تكييف كل الغرف وتأثيث كامل المستشفى بالأسرة والمقاعد والمكاتب, لكن وقبل أن أسترسل في الاستذكار قاطعتني ذكريات السنين العجاف التي رأينا خلالها المعدات تحمل وكأنها أملاك شخصية من طرف الولاة والحكام و رؤساء المركز المتعاقبين عليه إلا من رحم ربك.

المركز الصحي اليوم يقف خاويا على عروشه إذ لا يحتوي على أدى خدمات يمكن أن تقدم لمرضى الأسنان غير أقراص الآموكسيسيلين التي يدعوها الناس هنا دواء كل شيء " حب كل ش " دون إمكانية إجراء أبسط فحص عن نوع المرض ودرجته.

مرضى الأسنان ليسوا وحدهم المتضررين من حالة العجز التي يعيشها المركز, فمرضى الملاريا المنتشرة في المنطقة يتعاطون أدوية يأمر بها الطبيب دون معرفة نوع الجرثومة ووبائيتها و لا دراية بمستوى توافق الدواء مع جسم المريض وهو ما أدى في مرات كثيرة إلى ظهور حالات من الحساسية خصوصا لنوع من الحقن يستعمل لإيقاف القيء.

حالات الإحالة إلى كيفه تشكل عبئا كبيرا على المواطنين فغياب سيارة الإسعاف واستئثار رئيس المركز بالسيارة التي منحتها منظمة الرؤية العالمية للمركز يجعل أهل المريض وهم في وضع لا يحسدون عليه يهرعون إلى سيارات النقل العمومي التي ينتهز أصحابها في أغلب الأوقات فرصة يرونها ذهبية في التربح من بني جلدتهم حيث يسعون للحصول على مبالغ مضاعفة مستغلين حاجة هؤلاء .

المواطن في كنكوصه وهو يسعى في رحلة البحث عن دواء قد يجد نهايته في مظان شفاءه ففي أكثر من مرة تتسبب الأخطاء الطبية في وفاة هذا المريض أو إصابة ذاك بشلل دائم أو ذلك بتشوه في الجسم.

فمنذ أقل من سنة توجهت مريم بطفلها المحموم إلى الطبيب لتحصل على علاج يخفف عنه المرض ويضع عنها إصر السهر والمتابعة إلا أن حقنة العلاج تلك تسببت في شلل دائم للطفل أسكنته الفراش وأسكنت قلب مريم الحسرة والمعاناة.

حكاية أخرى زلزلت أسماع السكان, طفلة في أسبوعها الأول حملتها أمها للتلقيح الوقائي لكن حقنة السلامة كما تعرف محليا حملت معها الصدمة للأم المسكينة وزفت إليها نبأ لفظ الصبية أنفاسها مع آخر قطرة الحقنة, وهو ما لم يتسنى معرفة سببه حتى الآن , إذ كفكفت الأم دمعها ورجعت إلى بيتها وهي تتجرع وحدها مرارة مصيبتها المنسية.

بعض المحظوظين يكفيه أن يكون شطر دواءه في المركز والشطر الثاني في الصيدلية أو المنزل, فقبل يومين فقط اصطحب المواطن عالي ولد المصطفى من بلدية هامد زوجته إلى المركز الصحي لكن السيد الطبيب أمره بالالتحاق به الساعة الثانية عشرة في المنزل لاستكمال العلاج.

الصيدليات المنزلية أو العيادات الصحية لا تخلوا هي الأخرى من مخاطر تهدد سلامة المواطن, فالأدوية المتداولة هناك تم الحصول عليها من أحد المهربين النشطين والذي يستجلب الأدوية من دولة مالي وهي في أغلبها من صناعة الهند أو الصين ويبيعها بأثمان بخسة فيتلقفها الطبيب ـ التاجرـ في استحضار تام لمبادئ التسويق ( تقليص الكلفة ).

مرتادو الصيدليات المنزلية يقفون في طوابير كبيرة وفي هواء طلق رغم إصابة بعضهم بأمراض كالربو ما يمكن أن يشكله ذلك من خطر حقيقي.

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
الأخبار