حي مورتل ..... معاناة لا تنتهي

حي موريتل بكنكوصه الذي يقع على التل المحاذي للمدينة تم إنشاؤه منذ ما يناهز عقدا من الزمن كنتيجة طبيعية للاكتظاظ الديموغرافي الذي شهدته المدينة حين أصبحت وجهة مفضلة للنازحين من الكثير من مناطق الشريط المتأخم لدولة مالي. وقتها عمدت الدولة إلى تقسيمه على المواطنين رغم ما شابه من عمليات احتكار من طرف المسؤولين الإداريين حيث تؤكد مصادر أن وزير
الداخلية الحالي السيد محمد ولد ابيليل يملك أراض في الحي استطاع اقتناصها حين كان واليا لولاية لعصابه في ذلك الوقت فيما تؤكد مصادر أخرى أن قائد فرقة الحرس حينها المساعد احمد سالم ولد الفلالي حصل على أراض في الحي بعدد رؤوس البالغين من أسرته آنذاك.

رغم كل ذلك تمكنت بعض الأسر من الحصول على أراض في الحي إلا أن الأمل الذي لاح في الحصول على سكن يقضي على شقاء التسكع وإعارة المساكن وفي بعض الأحيان اكتراؤها لم يعمر طويلا لتبدأ المنغصات.

مأساة نقص الماء وإن لم تكن عنوان المعاناة الوحيد في الحي إلا أنها تشكل هاجسا كبيرا للسكان حيث تضطر الأسرة على ما فيها من الفقر إلى تخصيص ما لا يقل عن مبلغ 1000 أوقية يوميا لجلب الماء من وسط المدينة وتزداد هذه الكلفة في مناسبات الأفراح أو حالات البناء .

السكان في الحي طرقوا كل الأبواب تقريبا فقد كانت مطالباتهم بتوفير الماء في طليعة المشاكل التي تطرح كلما وطئت قدما مسؤول إداري ثرى كنكوصه واليا كان أم وزيرا إلا أن الأمر لم يتعدى في كل حالة نطاق التعهد بالعمل على إيجاد حل . الرؤيا العالمية التي مولت عدة توسعات لشبكة المياه في كنكوصه تعهدت بالقضاء على الأزمة إلا أن شيئا لم يتغير لحد الآن.

إذا كان لأزمة الماء حل و إن كلف المواطن (بيب) دريهمات أخرجها بشق الأنفس من جيب جلبابه المرقع فإن هناك معاناة أخرى سببها الجشع الذي يطبع سلوك رجال الأعمال الوطنين تلازم الحي وتأبى إلا أن تنغص على المواطن العيش طيلة يومه و تمنعه من أن ينعم بالهدوء حتى في سويعات هزيع الليل , تلك هي أصوات مولدات شبكة موريتل التي تشتغل على مدى 24 ساعة ودون انقطاع في أغلب الأحيان والمبرر الوحيد الذي يقدمه القائمون عليها هو كون تشغيل المحطة بالكهرباء يرفع التكاليف وهو ما يعني نقص المردودية .

هذه الحالة جعلت عددا من السكان القريبين للمحطة يعانون من صداع دائم لا يجد الأطباء له من سبب قريب سوى تعرض الشخص مدة طويلة لأصوات المولدات .