تابعنا على الفيس بوك

الأوساخ قي كنكوصه .... زنقة زنقة وبيتا بيتا



مكبات الأوساخ العشوائية وأكوام القمامة المتعفنة مظاهر تطالعك زنقة زنقة وأنت تتجول في شوارع كنكوصه رغم مرور أشهر فقط على حملة النظافة التي قادها حاكم المقاطعة وتمكن خلالها من الدفع بالشباب و الزج بالبلدية في إطار ما بدا أنه تناغم حينها مع أجواء الاحتفال بخمسينية الاستقلال الوطني .



في السوق الوحيد بالمدينة أصبح مألوفا مشهد هذا التاجر أو ذاك وهو يرمي بالأوساخ عند باب حانوته وكأنه ينتظر بفارغ الصبر ريحا عاصفا تحمله لتودعه الشارع الرئيسي قبل أن يستقر بها الحال في أحد زوايا السوق , مُشَكِّلة مستودعا للقامة في منظر مقزز دون أي إحساس بالوطنية أو شعور بالمسؤولية , مبرره الأول أن البلدية لم توفر حاويات للأوساخ , عذر ليس إلا محاولة للولوج إلى مكنون يريد إخراجه عن الفرق بين ما يتطلع إليه المواطن وما يعيشه في ظل حكم الحلف أو المجموعة الأبدي.

مكب للأوساخ وسط السوق


المنازل لم تكن أحسن حالا فالكثير من الأهالي لم يعد يعرف ولا يسأل حتى عن المسؤول الأول عن مأساته القاتلة و كل ما يعرفه هو أنه أضاف ـ وغصبا عنه ـ بندا جديدا عنوانه "امباليت " إلى كاهله المثقل بتكاليف الحياة . إذ يتحمل بنفسه جمع الأوساخ في أكياس قبل أن يؤجر عربة تحملها إلى مكبات قد لا تبعد عنه إلا أمتارا في ظل غياب تام للرقابة الإدارية وعجز عن توفير مكبات مخصصة وملائمة للتخلص من النفايات.


المواطن ينسى معاناته ويدب اليأس إلى قلبه من وجود حل قريب لمعاناته مع الأوساخ حين يتحول محيط منزل نائب المقاطعة والعمدة السابق إلى نقطة لتجميع القمامة وبالتالي تصدير الداء بدل السعي لإيجاد دواء في إشارة يفهمها اللبيب على أنه كما يقال :


رب لو كان ربا يحمي نفسه              فلا خير في رب تبول عليه الثعالب

محيط منزل نائب كنكوصه


الثانوية وبعض المدارس الأساسية والمركز الصحي بالمقاطعة عناوين أخرى تعرفها الأوساخ جيدا وربوعا دربتها وألفتها العربات وهي تحمل بقايا السيارات ونفايات الجزارين حيث تربض عند ركن الثانوية الغربي وبمحاذاة دار الشباب أكبر نقطة لتجميع القمامة في نبرة تحدي واضحة لمن يعتبرون أو هكذا يفترض وقود البناء والإصلاح ( الشباب ).
مكب أوساخ بمحاذاة الثانوية ودار الشباب


هذا الوضع مع ما يشكله من مخاطر على صحة المواطن خصوصا في منطقة تعد الضلع الثالث في مثلث الفقر حيث البنية الصحية هشة وضئيلة والتغطية الصحية في المراكز المتوفرة تعتبر ناقصة إن لم تكن معدومة وهو ما قد يفسر ظهور بعض الأمراض الجلدية التي تنتشر بشكل كبير هذه الأيام في المدينة, يؤثر أيضا على المنظر الحضاري لمدينة تشق طريقها نحو الحداثة ولو بخطوات بطيئة في انتظار اكتمال الطريق الموعود.


واقع كهذا يجعل المتابع في حيرة كبيرة ففي حين لا يتورع المواطن عن تحميل البلدية المسؤولية الكاملة عن هذه المأساة لا تجد البلدية من خلال تصريحات المسؤولين فيها غضاضة من تعليق الأمر برمته على شماعة العجز المادي وغياب الدعم الرسمي من طرف الدولة والمنظمات غير الحكومية والوعي المدني لدى الموطن وبين هذا وذلك تبقى الحقيقة ضائعة و الصورة غامضة.


المواطنون وإحساس التظلم والمعاناة.



مواطنة متضررة
أم كلثوم تدفعها المعاناة للحديث مع أن الحياء يمنعها من كشف وجهها الذي قالت إنها لا تريد أن يخرج في الانترنت ذكرت أن العربات تأتي بأكياس مقفلة يحسب الناس أنها تمتلئ بالأوساخ لتنتشر منها بعد ساعات روائح جيفة الحيوان فيتأذى الحي بأكمله, أم كلثوم قالت إن العقارب أصبحت تكتسح المنازل المحيطة بالقمامة , وتأبى أن يفوتها منبر كهذا في أن تطلب من البلدية القيام بواجب ترى أنها قصرت فيه.


جارة أم كلثوم وكأنها تريد أن تكمل مقالة جارتها تتساءل عن دور البلدية إن لم يكن النظافة و تعلن استعداد الأهالي للمشاركة المادية في أي جهد من شأنه أن يخلصهم من ورطة الأوساخ هذه. كما تناشد الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التدخل لإنقاذهم ونقل الأوساخ وتدعوا كذلك المسؤولين إلى التفكير في آلية مستديمة لمحاربة هذه الظاهرة.


السيد عثمان ولد سيد احمد أمين عام بلدية كنكوصه
استكمالا للصورة واستجلاء للوضع دلفنا باب البلدية و في غياب معهود للعمدة و برحابة صدر استقبلنا الأمين العام الذي استرسل خلال حديثه معنا في ما يشبه التبرير وبمنطق " ليس في الإمكان أكثر مما كان " يقول الأمين العام إن البلدية وإن كانت تعترف بالنواقص الحاصلة في مجال النظافة وهو المشكل الذي تعاني منه كل بلديات الوطن بما فيها تلك الموجودة في نواكشوط إلا أن غياب الدعم هو ما جعل كل خطط البلدية تبوء بالفشل فالدعم الذي يأتي من الصندوق الجهوي لدعم البلديات لا يتعدى 6 ملايين موجهة في أغلبها لبنود تتعلق بالتسيير وهو ما يمنع استخدامه في مجالات التجهيز كشراء المعدات التي تعين في مجال النظافة , هذا الأمر يقول الأمين العام السيد عثمان ولد سيد احمد هو ما اضطرنا إلى توجيه طلب إلى مشروع دعم المبادرات Vaincre الذي أعرض ونأى بجانبه متعللا بأن الدعم بالتجهيزات المتنقلة لا يدخل في مجال اختصاصه .


عربات الحمير ...... وشبهات الاختفاء !!!


وفي معرض جوابه على السؤال المتعلق بالجدل حول اختفاء 12 عربة تجرها حمير من مقر البلدية وتزايد الشبهات حول وضعيتها إذ يتهم بعض المناوئين عمدة البلدية بإعطائها لأشخاص من جناح العمدة السياسي لغرض استغلالها وفي إطار سياسة جزرة واضحة يقول الأمين العام إن هذه العربات جاءت ضمن دراسة وافية بلغت كلفتها حوالي خمسة ملايين قدمتها البلدية إلى عد من المشاريع وتتضمن توفير الحمير والحاويات إضافة إلى تسييج مكان لإتلاف القمامة إلا أن مشروعا واحد فقط تجاوب نسبيا حيث لم يوفر إلا العربات وبعد مشاورات المجلس البلدي تمت المصادقة في إحدى الجلسات على منحها بضمانة لأشخاص ضعاف للإستفادة منها بدل تركها عرضة للسرقة والتلف في ظل عدم وجود حارس للبلدية وعدم التمكن من شراء الحمير وتوفير رواتب لاكتتاب عمال يشرفون على العربات.


موارد البلدية كما يقول الأمين العام غالبا ما تستنزف في حملات غير مجدية وغير مبرمجة ففي سنة 2008 وفي إطار ما عرف بمبادرة الغذاء مقابل العمل تحملت ميزانية البلدية مبلغ 50000 تم تسديدها على حساب ميزانية 2009 وفي الحملة الماضية التي قادها الحاكم تكلفت البلدية مبلغ 400000 في شراء آلات لم تصمد لتكمل العملية أحرى أن نستبقي منها شيئا للمستقبل وهو بهذه المناسبة يناشد الجمعيات والمنظمات التي تدخل في المنظمات التي تتدخل في المقاطعة وخصوصا جمعية العون المباشر السعي لتوفير سيارة لجلب الأوساخ و إحاطة مكان محدد سلفا من طرف البلدية للتخلص من هذه الأوساخ بإتلافها بطريقة لا تؤثر على البيئة.






وإلى ذلك يبقى مشكل الأوساخ عاملا آخر يساهم في تفاقم وضعية السكان دون أن يلوح في الأفق القريب حل نهائي.













 

يسمح لكم بنقل الموضوع بشرط ذكر المصدر : الأوساخ قي كنكوصه .... زنقة زنقة وبيتا بيتا | وكالة أنباء لمسيلة
 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
ملفات