تابعنا على الفيس بوك

الأرقام الوطنية ........ الموضة الجديدة في إفساد التعليم





التعليم واقع هش ومستقبل مجهول وحلقة مفقودة في سلسلة متطلبات التنمية في بلدنا النامي هو كذلك في الوطن الحبيب وليست كنكوصه نشازا ولن تكون إلا من "غزية" أحرى وهي تسير في طريق " الغواية" أو كما يريد لها البعض عن عمد أو غفلة.
عشرات الطلاب دخلوا ثانوية كنكوصه هذا العام ليس من باب الامتحان المفتوح وإنما من أبواب أخرى خلفية يطلق عليها رسميا " الأرقام الوطنية" ظاهرة تعتبر بأبسط توصيف مساهمة قوية في محاولة ممنهجة للقضاء على التعليم في المقاطعة أو على الأقل السعي به في دروب التقهقر.
قد لا يجد البعض من أصحاب الرأي و"المثقفين" في المقاطعة أي غضاضة في وصف من يخوض في بحر كهذا باستهداف مدير أو التشهير بأستاذ أو حتى حرمان تلميذ لكن الأمانة تقتضي قول ما لا يحبه الكثيرون ما دام جزءا من الحقيقة أو هو عين الحقيقة المخفية في رمال المجاملات.
بدأت المسيرة المريرة المشؤومة للأرقام الوطنية منذ عام حين قام أحد الأساتذة ـ وبحسن نية ـ بمحاولة مساعدة عدد محدود لم يتجاوز خمس تلاميذ في دخول الإعدادية بعد أن أصبحوا على عتبة الحرمان من المشاركة في مسابقة دخول الإعدادية بسبب التقدم في السن فكانت بادرة حسنة تحسب  له لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي مصلحة المقاطعة  ليتضاعف العدد هذا العام عشرات المرات حيث أصبحت المبادرة ممرا آمنا لكل من يرغب في إرضاء ابنه خصوصا إن كان من أهل الوساطة وأصحاب النفوذ.
إن وطننا عموما ومقاطعتنا خصوصا تحتاج أيها ـ الفضلاء ـ لمن يبني ويشارك بفعالية,  تريد من أبنائها رجال فكر وأصحاب مواهب و قادة رأي تريد من ينجحون فيتفوقون وباستحقاق فماذا تريدون أنتم؟
إن ربعنا الفقير, الأمي, المتخلف, يريد من يأخذ بأيدي الضعيف و يخفف أوجاع المريض وينير فكر الأمي ولن يكون ذلك إذا ما واصلتم السير الحثيث في أنفاق الهدم والتقهقر.
قبل عام فقط حدثني أستاذ فقال إن الواقع المزري الذي يعيشه التعليم في المقاطعة سببه الوحيد هو تدني مستويات المعلمين وعدم قدرتهم على القيام بواجبهم وبشكل عام يريد القول إن كل البلوى مصدرها التعليم الأساسي لكن هل يمكن لذلك الأستاذ نفسه أن يعترف اليوم وبشجاعة أن القائمين على التعليم الثانوي هم من يقودون الآن سفينة إفساد التعليم فيسعون لإنجاح من عجز المعلمون عن إنجاحه بحجة أن العيب ليس في التلميذ بل في المعلم.
كفاكم تلاعبا بنا وبمشاعرنا, كفاكم ظلما لأبنائنا وسيرا بهم إلى مستقبل مجهول واعلموا أنه من المعروف والمسلم به أن في الامتحان لابد من خاسر وناجح فلا تنحرفوا بسفينة نحن شركاؤكم فيها.
وفي الأخير رسالتي للآباء أن اختاروا بين أن يبكي الطفل وهو في الثانية عشرة من عمره على أن لم ينجح في امتحان فيحز الأمر في نفسه ويمنحه مزيد إصرار وإرادة يدفعانه للنجاح بقية حياته أو أن يبكي وهو يقف على عتبة الباكلوريا ـ حيث لا رسوب قبل ذلك في مؤسساتنا الثانوية ـ وحينها لن تكون هناك أرقام دولية.................................!

                                                                                      محمد بن زروق
 

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
ملفات