تابعنا على الفيس بوك

طأطأ رأسك .... فأنت صحفي!!!!!






لم يتعرض ممارسو مهنة ولا هواية ولا حتى لعبة للتشويه والإذلال والامتهان والاحتقار، بمثل ما تعرض هؤلاء الذين رمت بهم الأقدار إلى مهنة تكاد تكون ممارستها في موريتانيا أشدَّ خساسة من ممارسة "الدعارة". إنهم الذين يسموْن احتقاراً واستصغاراً عندنا بـ"الصحافة" حتى بات التنابز بلقب "بشمركي"؛ الذي هو مولود غير شرعي من "رحم" "الصحافة" نفسها، أفضل بكثير من إطلاق وصف "صحفي" على أحدهم.

هكذا ببساطة تعني كلمة "صحفي" أو "صحافي" في مجتمعنا وصمَ صاحبها بكل ما يخطر ببال الإنسان من صفات سيئة (التسول.. الارتشاء.. الابتزاز.. النفاق.. بيع الضمير.. الخيانة.. الكذب.. إلخ) ولا توجد حتى دلالة واحدة لهذا الوصف تقتصر على درجة "مشينة"، بل كلها بدرجة "سيئة" أو أسوأ !


صحيح أن لبعض المتطفلين على المهنة -الذين لفظتهم مختلف أصناف سبل البحث عن العيش بعد فشل ذريع فيها، إلى الارتماء في أحضان هذه المهنة "الحقيرة"- نصيباً كبيراً من المسؤولية عن رسم هذه الصورة النمطية بالغة السوء عن الصحفي، لما سلكوه من طرق ملتوية وأخرى غير مؤهلة لأن تسلك أصلاً، بحثاً عن دريهمات تـُقتنى من الحرام تسولاً   وابتزازاً..


وإن كان هؤلاء –وهم أكثر مرتادي المهنة اليوم- لجؤوأ مكرهين لا أبطالاً إلى هذا النمط من التجارة بالضمير لانعدام الوازع الخلقي الرصين لديهم، وجهلهم بقيمة وقداسة المهنة التي يتسولون باسمها، فإن بعض أبناء المهنة "الشرعيين" يتحملون أيضاً وزراً كبيراً من

ذلك؛ أنهم لجأوا أخيراً إلى منافسة "المتطفلين" على المهنة وبالوسائل السيئة ذاتها، حتى باتوا يعبدون جيوبهم ويتخذون ضمائرهم قرباناً لدى من يتوسلون إليهم طمعاً وسؤالاً، من كل ذلك أن هؤلاء قد "ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً" !!
ماذا بقي أمام الصحفي إذن ليفعله حين يسأله من لا يعرفه عن مهنته...؟

أليس إلا أن يطأطئ رأسه ويتمتم بصوت خافت: "أنا صحفي" !؟


بقلم: محمد ولد اندح - كاتب صحفي

 

يسمح لكم بنقل الموضوع بشرط ذكر المصدر : طأطأ رأسك .... فأنت صحفي!!!!! | وكالة أنباء لمسيلة
 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
المقالات