تابعنا على الفيس بوك

على لسان مواطن : اليوم نقلتنا..... فمن ينقلنا غدا !!!!!!!!!!!!!!!!؟




أنا مواطن فقير لا أكاد أملك قوت يومي أقطن في عريش متواضع من الخشب  على الضفة الغربية لبحيرة كنكوصه تقودني الظروف الصعبة كل صباح للعبور إلى الضفة الأخرى كي أجد من بين التجار من لا يزال ضميره حيا يسلفني ما يمكنني من الحصول على قوت بناتي في انتظار مبلغ قد يرسله ابني الوحيد الذي أرغمته تكاليف الحياة على الهجرة إلى ساحل العاج.
خرجت اليوم كعادتي وبعد نصف ساعة من العناء في معركة ركوب الزوارق دخلت السوق وبدأت شراء الحاجيات أولا بأول وأخيرا وصلت إلى بائع الخبز أخذت منه حاجة حفيدتي وتوجهت صوب " الفوره" لكن الحال لم يعد كما تركته حيث هبت الريح بعدي واشتدت قوتها  واتخذ الحاكم قرارا بمنع حركة الزوارق خوفا كما سمعت على أرواح المواطنين.
لم أصدق في بداية الأمر الخبر واعتبرته مجرد شائعة وجلست على شاطئ البحيرة انتظر من يقود الزورق وبعد هنيهة توافدت الجموع كل يحمل في يده متاع أسرته, طال الانتظار وبدأ الوقت يضيق فاليوم يوم جمعة  و موعد الصلاة قد اقترب, ما بالك بالغداء!!!!!!.
قرر بعض الميسورين استئجار سيارة تقلهم وأمتعتهم و تقاسموا التكاليف أما البقية ـ ومنهم أنا ـ فتقاسمنا المعاناة وبقيت أرمق بطرفي قمة عريشي على مسافة تقل عن 300م حينها قلت في نفسي متى يقلع المسؤولون فينا عن الوعود الكاذبة؟ ومتى تتحقق أمنية راودت أبي و لا تزال تراودني بإنشاء جسر على البحيرة؟ وسقطت دمعة حرَّى من عيني! وفجأة سمعت المنادي أن اركبوا هنا في سيارة الحاكم لتوصلكم إلى هناك, لكن اليوم نقلتنا فمن ينقلنا غدا ................................!!!!!

محمد بن زروق

 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
المقالات