تابعنا على الفيس بوك

حين يقسم الثوار .............. بقلم محمد ولد زروق


الربيع العربي أو الحراك الشعبي أو حتى الهيستيريا بل وحتى الفوضى العربية كما يحلو للأقلية المغنية خارج السرب تسميتها هي ظاهرة أذهلت الجميع ساسة ومثقفين وشعراء فسالت أقلام بقدرها وسودت أوراق وأصبح مستقبل العالم العربي منذ أشهر مادة دسمة للنقاش على موائد الهيئات والمنظمات الدولية.
رأى الجميع في تلك الثورات ملهما ودليلا وسراجا تحمله أيادي الشباب الشجاع المقدام التواق إلى عبق الحرية واستخلص الكثير منها دروسا وعبرا وبما أن الدروس هنا لا تنتهي لأنها تمتد بامتداد الحلم والجرح العربيين فقد آليت على نفسي أن أدلو بدلوي أو  على الأقل كما تطاوعني خلفيتي العلمية ـ العتيدة على التطويع ـ .
قبل يومين فقط تابعت كغيري من الملايين من متابعي قناة الجزيرة ـ رغم حملة التشويه البائسة ـ  إحدى حلقات شهادة الدكتور صفوت حجازي على الثورة المصرية وقد كان يروي بمرارة قصة السيدة أم محمود والتي يقول الدكتور إنها قدمت ابنها الذي كانت تهيئه للزفاف شهيدا في ميدان التحرير لكنها أبقت على جثته في المشرحة لأيام كانت تغدو و تروح على الدكتور وهي مصرة على عدم دفن ابنها حتى يسقط مبارك وحين تم إعلان التنحي قالت لصفوت : الآن تعالى معي لندفن ابني.
ثائرة أخرى يروي شاهد الثورة قصتها في الميدان إنها أم أحمد التي كانت ترابط في الميدان معلنة أنها لن تغادر حتى تأخذ ثأرها وثأرها طبعا من السيد مبارك تقول أم أحمد إنها انتظرت طفلها بعد سنوات من الزواج وحين حملت لم تكن مصدقة وكانت تعد الليالي والأيام انتظارا للمولود الجديد لكن حين فاجأها المخاض وحملها زوجها إلى المستشفى لكن لسوء الحظ توقف كل شيء لأن الرئيس كان في زيارة لمجلس الشعب فولدت أم أحمد في السيارة ليلفظ أحمد أنفاسه الأولى والأخيرة ويتبعه والده بعد أشهر قليلة  من صدمة الواقعة حسب تقدير أم أحمد.
كانت تلك روايات النساء فمن منا ينسى الشاب المتوضئ الذي يقطر وجه إصرار وهو يخاطب القذافي من أجدابيا في الشرق الليبي بعد أن قذف العقيد الثوار بأنهم جرذان وأنهم مرتزقة و " مقملين " و  أخرج نساءهم وأطفالهم من بيوتهم الآمنة يهدمها عليهم خاطبه الشاب إذن وعبر الجزيرة دائما " القذافي يقول إنه سيطاردنا زنقة زنقة وأنا أقول له سنطاردك حفرة حفرة" كما خاطبه زميله قائلا للقذافي " جايينك جايينك في عقر دارك" وقد صدقت نبوءتهما فهاهو  القذافي وقد دخل عليه الثوار عقر داره في باب لعزيزية  وهم يطاردونه الآن حفرة حفرة.
هو إذن الحلم الكبير يتحقق حين يقسم المرء مهما كان ضعفه وقلة حيلته على أمر يراه مصيريا.
    محمد ولد زروق

 

يسمح لكم بنقل الموضوع بشرط ذكر المصدر : حين يقسم الثوار .............. بقلم محمد ولد زروق | وكالة أنباء لمسيلة
 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
المقالات